أيّام قلائل، كانت هي الفارق بين مبادرتين عظيمتين انطلقتا من أرض المبادرات والخير، أرض النماء والعطاء، لتتوجه بوصلتها من منطقة القصيم إلى الحد الجنوبي، إلى ميدان الرجال الأشاوس الأبطال، الذين يذودون عن هذا الوطن بكل قوة وبسالة، رافعين راية الوطن خفاقة، لتقطع يد كل معتدٍ على وطننا.
مبادرتين كانتا تحملان مشاعر جيَّاشة من أهالي القصيم إلى أهلنا في الحد الجنوبي وتجسِّد معنى الوطن الواحد، من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
مبادرات الخير والإنسانية بالقصيم تنطلق من وجدان أميرها الغالي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، الذي لا يتردد دائماً في دعم المبادرات وتعزيزها لتحقق واقعاً يعيشه الجميع من أبناء المنطقة، لتكون للمنطقة رؤية إنسانية يصل مداها إلى جميع مناطق المملكة.
ما أجمل مشاعر العطاء والخير عندما تبرز من أبناء الوطن، فلقد كانت المبادرة الأولى والتي تمثّلت بقيام أهالي المنطقة، من - مدينة بريدة وكافة المحافظات والمراكز - بإهداء التمور لإفطار المرابطين بالحد الجنوبي، لتنطلق قافلة الخير والعطاء محملة بخيرات الوطن، من أجود أنواع تمور المنطقة.
يقول سمو أمير منطقة القصيم عن هذه المبادرة التي يجسد فيها مشاعر كل مواطن على أرض القصيم: «مهما يقدّم أبناء الوطن فهو أقل من الواجب للمرابطين والمجاهدين والواقفين على حدود الوطن في الحد الجنوبي، الذي تعود أبناء منطقة القصيم تقديم جزء بسيط عن التعبير بمشاعرهم للأبطال، حامداً الله على هذه المشاعر الوطنية وهذه المبادرة التي يقدمها أبناء المنطقة من مزارعها ورجال أعمالها للمشاركة ولو بجزء يسير من التعبير عن المشاعر تجاه رجالات القوات المسلحة والمرابطين على الحد الجنوبي»، ويضيف سموه نيابة عن أبناء الوطن عموماً ليس فقط من منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية شمالها وجنوبها وشرقها وغربها نقدم هذه الهدية، وأن جميع أرواحنا هدايا للدفاع عن الوطن والذود عنه، ولو استطعنا أن نهدي أرواحنا مع الجنود في الحد الجنوبي لقدمناها».
ولم تمض إلا أيام قليلة لتكون المنطقة على موعد جديد مع مبادرات الإنسانية، وتشهد إنطلاقة الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأبطال الحد الجنوبي بمدينة بريدة وكافة محافظات المنطقة، والمقامة بالشراكة مع رابطة التواصل الاجتماعي وصحة المنطقة وجامعة القصيم تحت شعار «بدمي أحمي وطني», ضمن حملة سمو أمير منطقة القصيم «تعزيز الأمن الفكري».
وشهدت الحملة إقبالاً ملحوظاً, ووصل عدد المتبرعين من خلالها إلى 1100 متبرع ومتبرعة, واستهدف من خلالها كافة شرائح المجتمع من خلال إقامتها بمدينة بريدة ومحافظات عنيزة والرس والمذنب والبكيرية, وصاحب الحملة حملة تثقيفية صحية والتي تأتي دعماً وتعزيزاً للدور الصحي والتوعوي لأبناء الوطن كافة.
كم نحن فخورون بأننا جزء من نسيج هذا الوطن، فخورون بتلك المبادرات العطاءات الخيّرة والإنسانية، التي يقودها سمو أمير القصيم، وتجد كل التفاعل والاهتمام من أبناء المنطقة، سائلاً الله العلي القدير أن يديم على وطننا الاستقرار والأمن والرخاء، وأن يوفّق جنودنا البواسل ويحفظهم من كل سوء ومكروه.