حنان محمد العنزي
هل هي مرحلةٌ يصل لها الشخص أم طبع له علاقة في شخصية الفرد! لا يهُم بقدر ما هي أسمى المواجهات حيث يقف الإنسان بها أمام نفسه، مُتلمسا لأخطائه وناقداً لتصرفاته وأفكاره. هي مواجهةٌ شرسة وعميقة لا مُنتصر بها، أحد أطرافها العقل والقلب وأحيانا الرغبات والأفكار، هي سامية كونها تُشغل الفرد بنفسه وبتهذيبها ونقدها ومعالجة تناقضاتها، وعندما نتحدث عن التناقض فهو أمر طبيعي أن يُناقض الإنسان نفسه ويصحح أفكاره وأنا أراهُ أمراً محموداً، يُفضل على أن تبقى الفكرة البالية راسخة باعتقاد منا أن الثبات عليها هو الأصح.
مواجهات النفس تجعل الإنسان أشبه بالمكتفي ذاتيا في الصراعات والمواجهات، لأنها وبكل بساطة مساحة شاسعة يتحدث بها العقل والقلب سويا بأكثر من اتجاه وميول وانحياز وحياد، لكي يناقض الفكرة الواحدة ألف مرة وبأكثر من زاوية!
مواجهات النفس هي صراعاتٌ عميقة وشجاعة تُهلك، وتضع الفرد على المحك، وتجعله يراجع جميع تصرفاته وأفكاره، في كثير من الأحيان يصل إلى نقطة الشعور بأن الوعي الذي يمتلكه ليس إلا وعيا مزيفا، وبالتأكيد إن شعوره بهذا الأمر ليس إلا نتيجة لاعتقاده بامتلاك وعي وذكرت الوعي كمثالاً واضحا لهذه الصراعات.
الخلاصة في كل ما سبق مواجهة الإنسان لنفسه مواجهة نبيلة تستحق العناء وإن طالت عزلة الشخص في التفكير بها، إيمان بأن تلك المواجهة قادرة على جني ثمار عظيمة ذات أثر بناء وراسخ، تجعل من الفرد شخصا أفضل وأكثر إلماما وتقبلاً وإنصاتا من السابق.