تراكم التصورات أو المواقف الخاطئة مع وجود عقلية التعلم من هذه التراكمات أكثر عمقًا في جودة السلوك الإنساني من تلك التصورات أو المواقف الصحيحة التي تفتقر للقناعات العميقة، أو توارثتها العقول بأساليب التلقين.
القناعة الصحيحة الجاهزة بدون تراكم معرفي زمني هي أشبه بتلك الشجرة التي أصابتها مشكلة تكوينية في الجذور، تكاد تهتز في أدنى ظرف بيئي يحدث. وقد تكون الإجابات الشاملة والملهمة لأسئلة «ماذا ولماذا وكيف؟» إحدى أهم الوسائل التي تضاهي عقلية التعلم من التصورات الخاطئة.
تأمَّل كثيرًا من الأخطاء التي فعلتها أيًّا كان مسرحها، وتعلمت منها، أو تلك القناعات الصحيحة التي امتلأت بالأسئلة والأجوبة، ستجد تباين ألوان القناعة لديك فيها مختلفًا عن تلك القناعات الصحيحة الهامدة، وأكثر وضوحًا وانعكاسًا في الأفعال والتوجهات.
وأبرز ما قد يورثه تراكم عمليات التعلم من الخطأ أن يدرك العقل ويوقن بأن الشكل الطبيعي للإنسان أن يمارس الخطأ.. وقد يغلب الهوى في بعض مساراته. وفهم هذه الكينونة التي وُجد بها الإنسان، كثرت أخطاؤه أو قلَّت، تحتّم عليه أهمية مسار (خط الرجعة) استدراكًا للخطأ، وبنية شخصية تتجاذب مع تلك المسارات الخاطئة الطبيعية.
برسوخ مسار خط الرجعة لدى الإنسان يمكن القول إن أخلاق الفرسان تجلت ملامحها لديه، وهو قادر على تصحيح مساراته الحياتية من خلال التجارب والتعلم وتنامي رغبة الاتجاه إلى الحق أينما اتجه.
ومفهوم خط الرجعة أيضًا مرتكز أساسي لشخصية الفريق أو المؤسسة أو الشكل الجماعي أيًّا كان القالب الذي يحتويه؛ لأنه في الأساس تجمع لعدد من البشر الذين تغشاهم أيضًا المسارات الخاطئة الطبيعية.
الخطأ والتراجع عنه، والتصحيح المستقبلي من خلاله، تجعل من الإنسان في أبهى الصور البشرية فكرًا وسلوكًا.