معايير تصنيف جامعاتنا السعودية تختلف حسب الجهة المصنفة لها سواء أكانت كيو إس أو شنغهاي أولويبماتركس أو التايمز وهناك عشرات المؤسسات التي تقوم بالتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم. أين نحن من ذلك؟ بالتأكيد هذا الاختلاف مبني على المعايير المستخدمة والنسبة المئوية لكل معيار. فعلي سبيل المثال لاختلاف ترتيب جامعة الملك سعود تصنيف شنغهاي تحتل الترتيب من 101 - 150 وفي تصنيف التايمز 501 -600 وفي تصنيف كيواس 221 وفي تصنيف يو اس نيوز 427 وفي تصنيف الويبمتركس 428 عام 2017م. فما هو تصنيف جامعة الملك سعود الذي يؤخذ به.

إن رؤية وزارة التعليم: (تعليم متميز لبناء مجتمع معرفي منافس عالميًا) أما رسالتها فهي: (وفير فرصة التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة، ورفع جودة مخرجاته، وزيادة فاعلية البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتنمية الشراكة المجتمعية، والارتقاء بمهارات وقدرات منسوبي التعليم). لعلي أقترح هنا أن تحدد وزارة التعليم المعايير التي تناسبنا وتتماشي مع رسالتها المعلنة كما سبق ومن تلك المعايير على سبيل المثال: (جودة التعليم، البحث العلمي، الابداع والابتكار، الشركة المجتمعية). يحق لنا أن نحدد معايرنا ونحن لدينا الكثر من 43 جامعة حكومية وخاصة و26 كلية. والاستدلال والاستفادة من المعايير الدولية المبنية وفقًا لمعايير ومنهجيات علمية وشفافة بهدف الارتقاء بجودة مخرجات التعليم الجامعي والمنافسة بين الجامعات السعودية.

لا شك هناك تحديات تواجه التعليم بصفة عامة والجامعي بصفة خاصة لكن رؤية المملكة 2030 استهدفت أن تصبح 5 جامعات سعودية على الأقل من ضمن أفضل (200) جامعة عالمية بحلول عام 2030 سؤال لوزارة التعليم على أي تصنيف عالمي سوف يستخدم. أضيف على اقتراحي السابق إيجاد معايير اكاديمية ومهنية وبحثية وغيرها من المعايير ذات الدلالة الحيوية على كفاءة الجامعة ومدي مساهمتها في بناء ونهضة المجتمع، وهذه اقتراح لبعض المعايير والنسبة المئوية التي تتماشي معه التي أراها مهمة وتسهم في عالمية جامعاتنا مخرجات البحث العلمي (40 في المائة)، رضا الطلاب الخريجين (20 في المائة)، توظيف الخريجين في سوق العمل (15 في المائة)، نوعية أعضاء هيئة التدريس (15 في المائة)، حجم الجامعة (10 في المائة).

وفي الختام تصنيف جامعاتنا حسب معايير محلية متفق عليها سوف يخلق منافسة بين الجامعات في ترتيبها ما بين 1 - 43 مما يُحسّن مخرجات التعليم الجامعي من الطلبة والطالبات والأبحاث العلمية ويسهم في حركة التنمية والتقدم في مختلف محاور رؤية المملكة 2030 الثلاث: (اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ووطن طموح) التي تعيشها بلادنا حماها الله، حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظة الله وحكومته الرشيدة ورحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح الجنان.