«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
سلمت المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جمهورية دولة موريشيوس منحة من التمور بلغت 50 طناً وشيكاً بمبلغ عشرة ملايين دولار لمعالي السيد/ شوكه علي سوداء رئيس الحزب الحاكم عضو البرلمان، وسلمت هذه المساعدات أثناء مؤتمر صحفي عقد في مقر المركز.
وقال معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في كلمة له: إنه استمراراً لمسيرة العطاء التي دأبت عليها المملكة العربية السعودية بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- نسعد اليوم بتقديم مساعدات تتمثل في منحة مقدارها عشرة ملايين دولار أمريكي، وذلك وقوفاً من المملكة العربية السعودية مع جمهورية موريشيوس حكومة وشعباً جراء الإعصارات التي تعرضت لها وسببت خسائر فادحة، وللتخفيف مما يعانيه الشعب في موريشيوس الصديق من الظروف الصعبة. وتتمثل هذه المنحة في تقديم حزمة من المشاريع والبرامج الغذائية والصحية والإيوائية للمساعدة في التغلب السريع على الأزمة والتعامل مع آثار الإعصار الذي وقع مؤخراً.
كما تقدم المملكة العربية السعودية منحة من تمور المملكة مقدارها خمسين طناً من التمور، مساهمة منها بمناسبة شهر رمضان الكريم لدعم الأسر المحتاجة في هذه الظروف التي يمرون بها.
وأوضح معاليه قائلاً: لقد تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة رفيعة أمام العالم من خلال ما تقدمه من مساهمات إنسانية كبيرة جعلها في مقدمة دول العالم من حيث حجم وأثر المساعدات الإنسانية في تقدمها، والتي ساهمت خلال العقدين الماضيين في دعم أكثر من (81) دولة، بمبالغ وصلت إلى (87) مليار دولار أمريكي، بكل حيادية لم تفرق خلالها المملكة فيما تقدمه من مساعدات إنسانية بين لون أو جنس أو دين أو عرق، كما لم تربط مساعداتها بأي دوافع أخرى.
داعياً الله سبحانه وتعالى لشعب موريشيوس الصديق بالأمن والأمان، وأن يتغلب بمساعدة الأشقاء على تلك الظروف التي يمر بها، وأن يجعل هذه المساعدات عوناً ودافعاً للتخفيف مما يعانيه الشعب هناك من تحديات لمجابهة آثار الإعصار والتصدي لهذه الكارثة، ولنقل الصورة المشرفة عن وطن العطاء والتسامح المملكة العربية السعودية.
كلمة رئيس الحزب الحاكم
بعد ذلك ألقى معالي رئيس الحزب الحاكم في جمهورية دولة موريشيوس السيد/ شوكه علي سوداء كلمة، أوضح فيها مواقف المملكة تجاه المحتاجين في العالم، خاصة وقوف المملكة مع الدول المحتاجة في أفريقيا وآسيا.
وقال: نحن نقدر للملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان هذه البادرة التي ليست بغريبة على قادة المملكة في مساعدة المحتاجين والمنكوبين، ونحن سعداء بوجودنا في بلد مملكة الإنسانية لتسلم هذه الهوية وهذه المساعدة التي سيكون لها انعكاساتها على المتضررين والمنكوبين من جراء الإعصار والسيول التي ألحقت الضرر بالناس في بلدنا.. ولا شك بأنهم في أمسّ الحاجة لمثل هذه المساعدات التي تقدمها المملكة لهؤلاء المساكين الذين يعانون من هذه الأضرار.
ونحن حكومة وشعباً نقدر للملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان هذه المساعدة وهذه الوقفة.
وأوضح السيد شوكه أن المملكة تعد من الشركاء المهمين لدولتنا، فهي أسست علاقات قوية معنا في المجالات كافة، وأوفدت العديد من المسؤولين لزيارة بلدنا، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات، وهذه الزيارات لهؤلاء المسؤولين تؤكد عمق العلاقات بين البلدين.. ونحن وبكل فخر حكومة وشعباً نرسخ هذه العلاقة مع بلد صديق له مواقف إنسانية وتقدر للمملكة كل المساعدات التي قدمتها لبلدنا من خلال صندوق التنمية السعودي.
وبيّن شوكه أن المساعدات السعودية من التمور هي فرحة للصائمين والجائعين، وهم ينتظرون وصولها، وهذه الإغاثة سوف تدعم المحتاجين وهم ونحن نرى المملكة تعمل لخير الشعوب ولا تفرق في مساعداتها..
بعد ذلك وقعت الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة وممثل دولة موريشيوس، وقعها معالي الدكتور عبدالله الربيعة، ومعالي السيد/ شوكه علي، وتم تسليم المنحة والشيك الذي يسهم في معالجة أضرار السيول والفيضانات.
عقب ذلك أوضح الدكتور عبدالله الربيعة في تصريح خاص لـ»الجزيرة» أن ما قدمته المملكة من إعانات من التمور من خلال هذه الشجرة المباركة خلال هذا العام بلغ 7 آلاف طن لأكثر من 42 دولة.
وبيّن الربيعة أن هذه التمور هي غذاء جيد ومفيد، والمملكة تقدم الغالي والنفيس في العمل الإنساني وتقدم أهم شيء وهو ثمرة التمور.. حيث نشارك العالم المحتاج بأهم وأغلى شجرة لدينا، هذه يدل على إنسانية المملكة.. المملكة تقدم المال وتقدم الثمار، تقدم الغذاء والإيواء الرعاية الصحية لـ(81) دولة في العالم.. ولا تفرق في مساعداتها بين دين وجنس، وهذه رسالة المملكة، رسالة الإخاء والعطاء والمحبة لشعوب العالم.. ومنبعها الدين الإسلامي، دين التسامح الذي تنطلق منها هذه البلاد..
وحول سؤال آخر لـ«الجزيرة» عن متابعة ما تقدمه المملكة من مساعدات ودعم للدول المحتاجة حتى تصل هذه المساعدات للمحتاجين..
نحن حريصون على الرقابة والتقييم.. نحن لا نقدم المال ونهمله أبداً.. نقوم بعمل عقود مع هذه المنظمات التي تتولى مشاريع مساعدات المملكة، ونطلب تقارير ولدينا رقابة مالية ورقابة ميدانية وتشغيلية ولدينا شركاء دوليون في الرقابة حتى نتحقق من وصول مساعدات المملكة وما تدفعه من أموال..