فهد بن جليد
الموضة الجديدة في سوق التجميل اليوم هي «استشارة المظهر» أي أنَّ الأمر سيشترك فيه خبير وخبيرة الموضة والأناقة مع الطبيب أو الطبيبة المُعالجة ليُعيدوا تقييم مظهر الشخص شكلاً وتنساقاً وأناقة بشكل كامل، ليقدموا مُجتمعين اقتراحاتهم واستشاراتهم، بعد أن كانوا يتنازعون «الكعكة» فيما بينهم سابقاً عندما كانت مراكز الموضة تقود عمليات الحقن والتجميل الصغيرة والمتوسطة مع التحذير الطبي السابق، وتستقبل المريض أولاً ثم تقوم بالتنسيق مع طبيب أو عيادة لإكمال ما يلزم، أمَّا اليوم هناك أكثر من تحالف بين خبراء الموضة وأطباء التجميل، والخوف دائماً من تدخل «أنصاف الخبراء وأنصاف الأطباء» فهم من يُخلفون عادة أضرار أو أخطاء مُزعجة في هذه العملية.
كان الله في عوننا لو توسَّعت هذه الموضة أكثر لتشمل كافة فئات المُجتمع لأنَّ عمليات التجميل والتجمُّل لدينا لا تخضع لمعايير المقدرة المالية، فبإمكانك معرفة ذلك لو حاولت أن تحجز لك موعداً لدى عيادة تجميل قبل عيد الفطر، فإنَّك ستجد صعوبة كبيرة، بل إنَّ عروض الدفع والتسويق تتنوع بين الأقساط والدُفعات المُيسَّرة، خصوصاً عندما تكون العملية على مراحل، لا يستطيع معها «الزبون» التراجع، وأنَّا هنا أسميه «الزبون وليس المريض» لقناعتي أنَّ التجميل دون حاجة قضية تجارية بحتة، جعلتنا مُستهدفين ليس من «العيادات التجارية في الداخل» فقط، بل إنَّ ضحايا عصابات النصب في تركيا وبيروت والقاهرة تؤكد ذلك، عندما يقصدون عيادة وشقق تجميل وهمية أو تجارية غير مُتخصِّصة تستدرجهم بالعروض والإعلانات الكاذبة عبر عدد من مشاهير التواصل الاجتماعي لدينا مع الأسف، والذين يتحملون برأيي جزءاً من المسؤولية لتغريرهم بالناس.
هؤلاء في الخارج يريدون الحصول على جزء من الكعكة -دون حسيب أو رقيب- إذا ما علمنا أنّ سوق السعودية تستحوذ على 70% من حجم سوق التجميل في العالم العربي، وسوق الرياض تحديداً تستحوذ على سبعين بالمائة من حجم سوق التجميل في السعودية، فإذا ما ابتلينا بهذه العمليات، علينا التركيز والتفرقة بين المراكز المُتخصِّصة والمُعتمدة، وبين تجار الشنطة الذي يحقنون «البوتكس» و«الفيلر» هذه الأيام في أي عيادة وتحت أي مظلة طبية، وإذا لزم الأمر قاموا بذلك في البيوت والشقق، ما يجعلنا نسأل أنفسنا هل هذا «تجميل» أم «شيء آخر»؟!.
-نكمل غداً- حول تأثير ذلك على اختيار تخصص طلاب الطب اليوم؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.