خالد بن علي العطاالله
مَن يرجع للتاريخ يجد أن بلادنا تزخر بالمواهب الذين سطع نجمهم، وانتشر علمهم، وحُفر اسمهم كأعلام وأيقونات بالتاريخ في شتي العلوم النظرية والعملية والفنية والأدبية.. وتميزوا عن نظرائهم بالعالم أجمع بالسبق العلمي وندرة التخصص. والعكس صحيح في وقتنا الحاضر؛ إذ نضب نبع العلم والمعرفة، وتصدر محدودو المستوى العلمي والمعرفي مشاهير التواصل الاجتماعي الذين يهبطون بالمستوي الثقافي والمعرفي بالمجتمعات.
وعلى غرار المبادرات والمشاريع العملاقة التي تتبناها رؤية المملكة 2030 نقترح مبادرة واحة المواهب لبناء الإنسان والموارد البشرية، والرقي بالمستوى العلمي والمعرفي، وتنمية الابتكار والاختراع، وصقل المواهب في شتى العلوم والمعارف؛ لما ندركه من أن لدينا الكثير من العقول الموهوبة والمبتكرة، ولكن ينقصها الكثير من الإمكانيات المادية والمعنوية، سواء لصقل تلك الموهبة أو تنميتها أو استثمارها.. وأرى أن يتم إنشاء واحة عالمية الطراز في شتي مجالات العلوم النظرية والعملية والفنية متعددة الحقول في علوم الطاقة، أو العلوم التقنية، أو العلوم الفنية، مثل الميكانيكا أو الكهرباء، أو بالعلوم الطبية، أو العلوم الزراعية والبيئية، أو العلوم الاجتماعية، وغيرها كثير.. وتُجهَّز هذه الحقول بأرقى الأجهزة والمعدات العالمية والتجهيزات اللازمة للاختراع والابتكار وتنمية المواهب. وكذلك تحتوي هذه الواحة على أرقى معايير الأداء والتوثيق والتصوير العلمي والرقابة الفنية من قِبل مختصين وأجهزة معدة لذلك لتسخير قدرات الشباب الفنية والعملية والنظرية، والاستفادة القصوى من الإمكانيات الفردية والجماعية، وأن يقوم هذا الصرح بدعم الجامعات السعودية بوصفها إحدى أهم ركائزه التي لها الدور الكبير في هذا المجال، والتنافس فيما بينها تحت هذه القبة، والشركات العملاقة والكبيرة المهتمة بالاختراع والأبحاث، والاستفادة من كوادرها في الدعم بالتخصص واكتشاف المواهب، وأن تتبنى هذه الواحة اختراعات الشباب وابتكاراتهم، سواء باستثمارها أو تسويقها وتقييدها باسمهم، وحفظ حقوقهم، ومنح الشهادات والأوسمة للبارعين والنوابغ والأفكار الخلاقة.. وتتبنى الموهوبين بالمحافل العالمية، وأيضًا تتبنى هذه الواحة المسابقات العلمية والعالمية في شتي العلوم، وتشجع على التسابق في البحث العلمي والابتكار والاختراع والرحلات والتنقل بين مدن المملكة لنقل العلم والمعرفة، وتشجيع الشباب من خلال الجامعات والمدارس.. وتسهم هذه الواحة بحل كل الإشكاليات التي تواجه المجتمع في شتي المجالات، مثل مشاكل التصحر ونقص المياه والبطالة وتحلية المياه والطرق والصناعات الذكية وتسخير التقنية وتزيين الحدائق والواجهات والطرق وغيرها باللوحات الفنية البسيطة والمبتكرة.. وتتبنى معالجة المشاكل البيئية والخدمية والبلدية بأسهل وأرقى الطرق العلمية الحديثة أو المبتكرة.