عبدالعزيز بن سعود المتعب
الشاعر الكبير بدر الحويفي الحربي -رحمه الله- من أكبر شعراء المملكة العربية السعودية في كل أغراض الشعر وهو غني عن التعريف وقد تشرّفت بالكتابة عنه مرّات عديدة وفي أكثر من مناسبة ولكنني أطرحه هنا كمثال للشاعر الكبير الذي يبقى شعره خالدًا وإن رحل من هذه الدنيا الفانية، بل كأنه يعيش بيننا لكل فطن حذق يرى الأمور من زواياها وتحديدًا في تعامله مع الآخرين بشكل يومي متجدد بحيث يختصر عليك صدمتك في من لا يرتقي لمستوى عتابك بأي حال يقول فيما يخص (الرجولة الحقّة من عدمها):
بعض الرجاجيل لا يعجبك بعلومه
إن عاش وإن مات ما ينقص قراباته
يقصر على العرف والمعروف مفهومه
فحل مره زول لا ودّه ولا هاته
والناس تعرف طيور الصيد والبومه
والطيب تعرف رجاجيله وحزّاته
ويقول في قصيدة أخرى تجسّد واقعًا ملموسًا لكل متمرّس صاحب تجربة متبلورة تمامًا في الحياة واجه ويواجه في تعاملاته في حياته بعض محدودي الأفق والمدارك والخبرة:
السفيه يعادي اللِّي ينصحه ويحضّه
كل ما تقداه للواقع يزيد أعراضه
الجهل يصعب علاجه بالنفوس الغضه
والمشاكل مستبدّه بالجهل وأمراضه
وبحكمته المتناهية -رحمه الله- يؤكد أن (الكفؤ) هو من يستحق توثيق العلاقة به من أي منطقة أو قبيلة وهذا هو (المعيار الحقيقي المثالي) المتبّع:
علاقتي بالناس مع كل خيّر
لو كان مالي في نسوبه نسب جد
وجه السعد في كل الأحوال نيّر
اليا من مذموم الطبيعة تعقّد
ولأن مكارم الأخلاق والمروءة والوفاء جزء لا يتجزأ من عادات العرب المُشرِّفة فإن نجدة الجار (والفزعة والوفاء وهبّة الريح والحميّا) ماثلة في قوله رحمه الله:
جارٍ شكى بلوى زمانه على جار
وأنا جدعت البشت دون قصرايه
لازلت الفزعه عن الموسم الحار
وقت السعه كلٍ عقيدٍ برايه