«الجزيرة» - أحمد العجلان:
سمعنا كثيرًا عن قصص ومواقف صعبة يعيشها بعض لاعبي كرة القدم بعد اعتزالهم وذلك لظروف قاهرة أحيانًا وسوء تصرف في أحيان أخرى بعدم استثمار مرحلة النجومية والمبالغ المالية الكبيرة التي يتحصّل عليها اللاعب أثناء وجودة في الملاعب، ويتم التعامل مع تلك القصص ومعالجتها بطريقة فردية عبر محب للاعب أو فاعل خير، وبعد عدد من القصص المأساوية قام النجم السعودي الكبير ماجد عبدالله بتأسيس (جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية)؛ وذلك في يوم 8-1-1437هـ لتكون هذه الجمعية هي الملاذ بعد الله لنجوم خدموا وقدموا الكثير لكرة القدم ولكنها أدارة ظهرها لهم بعد الاعتزال لتكون الجمعية هي السند لهم بعد الله في تجاوز عقبات الحياة.
بحثنا في كواليس الجمعية فكانت لدينا عدة أسئلة ما هي أبرز القصص الصعبة التي واجهتهم مع اللاعبين القدامى؟
وبعد البحث والتحرّي مع مسؤولين في الجمعية حصلنا على بعض القصص التي قرّرنا نشر بعض منها ولكن دون الإشارة لاسم اللاعب، بل بالترميز له..
رقم الحالة (19015):
بالجلوس مع اللاعب (ع. ع.) في منزله اتضح لنا بأنه يعاني من تراكم الديون عليه وبمبالغ كبيرة نتيجة خسارته في تجارة كان دخلها محاولاً إيجاد دخل شهري له ولأسرته. ويعول اللاعب أسرته المكونة من زوجة وثلاثة أبناء، والذين يعانون من قصور في النمو وإعاقة بسيطة ويحتاجون لرعاية وملاحظة بشكل دائم، ويعاني اللاعب أيضاً من ضنك العيش داخل منزله والنقص الشديد في الاحتياجات الأساسية.
وقدمت الجمعية التالي:
* تأمين المستلزمات المنزلية.
* دعم مالي شهري.
* سداد قيمة الإيجارات السكنية المتراكمة.
رقم الحالة (19042):
اللاعب (س. ث) سمعنا من بعض زملائه عن وضعه المادي السيئ وبعد البحث تبيَّن أن اللاعب يعيش في وضع مالي صعب في ظل تدني دخله الشهري والذي يمثِّل راتباً تقاعدياً لا يتجاوز 3000 ريال وارتباطه بديون متراكمة، وبدأنا في إجراء مكالمات عديدة معه، ومحاولات متكررة وإصرار لزيارته في منزله. حضرنا لمكان المنزل وعند وجودنا أمام منزله اعتذر عن استقبالنا داخل المنزل لانقطاع خدمة الكهرباء بسبب عدم مقدرته على سداد الفواتير وتراكمها، وعملت الجمعية فوراً على تسديد الفاتورة وإعادة خدمة الكهرباء للمنزل.
وتدخلت الجمعية بعد ذلك بصرف عدد من الخدمات العاجلة، ومنها مبالغ مالية لمساعدات عاجلة وجرى العمل حالياً على تأمين منزل خاص باللاعب وأسرته.
رقم الحالة (19109):
اللاعب (ي. ج) قدَّم الكثير والكثير للكرة السعودية بعد أن تم إشعار الجمعية عن حالته عن طريق أحد زملائه استغرق التواصل معه شهراً لإقناعه بالاستفادة من خدمات الجمعية ولكنه تعفف عن ذلك، وبعد إلحاح من الباحث الاجتماعي في الجمعية وافق على الزيارة وعند مقابلته لم يرفع عينه في عين الباحث الاجتماعي ووضح عليه الانكسار وكانت عبراته تسبق كلماته أثناء حديثه للباحث الاجتماعي. وقد تبيَّن لنا أن اللاعب يعول أسرة كبيرة مكونة من تسعة أفراد على الرغم من عدم وجود دخل شهري إلا عن طريق الضمان الاجتماعي والذي لا يفي بمتطلبات الحياة. قدّمت الجمعية للاعب خدمات عاجلة ووفرت له السكن المناسب، والتي يرى اللاعب بأنها أعادته للحياة خاصة بالسكن الذي أمن له ولأسرته الأمان.
رقم الحالة (19029):
(م. إ. ب) لاعب أشتهر في زمانه بالمدافع الصلب وكانت له صولات وجولات وبعد ترك الملاعب عاش في وضع مادي صعب بسبب عدم حصوله على شهادة تضمن له وظيفة جيدة التحق بالعمل في شركة للحراسات الأمنية وبوظيفة حارس أمن أصيب بعدها بمرض السكري، وبعد جرح في قدمه أدى لتعرضه لمرض الغرغرينا والذي على أثره قرَّر الأطباء بتر جزء من قدمه وطيلة فترة وجوده في المستشفى لم يزره أحد إلا قليل من أصحابه مما أثر في نفسيته ومعنوياته، واستغنى عنه عمله بسبب حالته الصحية. حينها قامت الجمعية بتأمين تذكرة طيرن لنقل اللاعب من أحد المستشفيات بإحدى المدن السعودية، وعملت على توفير الأجهزة اللازمة له إلى أن تم تركيب طرف صناعي له وتأمين مسكن خاص له ولأسرته.
زوجة مبروك التركي: الجمعية ووزارة الإسكان أنقذونا وهذه رسالتي لمعالي الوزير
قدَّمت زوجة النجم السابق مبروك التركي - رحمه الله- شكرها الكبير لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم وقالت في حديث لـ«الجزيرة» عانينا كثيراً من أحوال مالية متردية وتحدثت آنذاك في أكثر من منبر إعلامي ولكن بعد حضور الجمعية ونشاطاتها أصبحت الأمور أكثر سهولة، حيث تم توفير سكن لنا بالتعاون مع الإسكان التنموي في وزارة الإسكان. وهنا لا بد أن أشكر معالي وزير الإسكان الأستاذ ماجد الحقيل، وآمل منه التوجيه بعدم خصم 200 ريال شهرياً من الضمان الاجتماعي، ولكن بشكل عام ما حصل شيء رائع جداً فقد أنهكنا سابقاً الإيجار وفي السنوات الأخيرة أصبحت أسكن مع أخواتي وأتنقّل بين منازلهم ولكن حالياً ولله الحمد حصل الاستقرار.
جابر الكعبي: أعول أسرة فيها 8 أطفال والجمعية ساعدتني
من جانبه قال جابر الكعبي لاعب نادي الهلال ومنتخب الشباب سابقاً إنه تعرَّف على الجمعية عبر صديقه خالد العنقري وأضاف لقد وجدت الأمور في الجمعية سهلة وغير معقدة وتعاونوا معي، حيث إن مرتبي ضعيف ولدي أسرة مكونة من زوجين وثمانية أطفال، وأضاف كنت مستأجراً ومن ثم أسكن في منزل أهل زوجتي وحالياً الجمعية بالتعاون مع وزارة الإسكان سيقدمون لي سكناً مجانياً وهذا سيعمل فارقاً كبيراً إن شاء الله فشكراً للجمعية ولماجد عبدالله ومعالي الوزير ماجد الحقيل، كما أشكر أناساً وقفوا معي مثل الأستاذ خالد العنقري وسعد المنصور إداري الهلال وفيصل الفرشان.
** **
الأخصائي الاجتماعي وائل موسى يفنِّد الأسباب ويضع الحلول
أسباب المشكلة:
- عدم التخطيط المسبق لما بعد الاعتزال.
- ضعف أو انعدام الادخار والاستثمار في مرحلة النجومية.
- وجود ثقافة استهلاكية عالية والتركيز على المظاهر ومتطلبات الشهرة.
الحلول:
- عمل نظام تقاعدي للاعبين على غرار ما يتم عمله في القطاعين الحكومي والخاص بحسم جزء من الراتب خلال فترة احترافهم.
- تثقيف اللاعبين بأهمية الادخار والاستثمار الآمن.
- تطوير إمكانات اللاعبين بعد الاعتزال في التدريب والتحليل والاستفادة من خبراتهم.