فهد بن جليد
«الدوحة» اليوم تُصنَّف «كعاصمة إعلامية» ثانية لإيران بعد طهران، فهي تقوم بالدور الذي كانت ومازالت تلعبه «بيروت» باحتلال ما يُسمى «حزب الله» للماكينة الإعلامية اللبنانية، فالدوحة اليوم باتت أشبه «بغرفة عمليات» تُدار منها القصص والروايات الإعلامية الكاذبة من أجل الدفاع عن طهران في أزماتها المُتتالية، قبل نحو عامين كانت بيروت تقوم بذات المهمة، حيث تمتلك طهران «غرفة عمليات» إعلامية كبيرة في العاصمة اللبنانية - بحسب تقرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط - لتُدير المضمون والمحتوى الإعلامي لوسائل إعلامها الناطقة باللغة العربية، بهدف تنظيم عملها وحملاتها وضبط توجهاتها، بانضمام عشرات «المُحلِّلين» الذين يتنقلون بين الشاشات اللبنانية والعربية لشرح موقف «حزب الله» وتلميع صورة طهران، التي تنفق المليارات من الدولارات لتشكيل رأي عام مُناهض للسياسات العربية ومُخالف للحقيقة، وهو الدور الذي تقوم به وسائل إعلام الدوحة التي تسبح في «الفلك الإيراني».
الحديث عن خطط إيران الإعلامية أكبر بكثير من حجم قطر، كونها تمتلك آلاف القنوات والمنصَّات الإعلامية التي تعمل في الغرب وأمريكا وشرق آسيا وإفريقيا، من أجل عقيدة إيران الدينية التي تقوم على «تصدير الثورة» للخارج بكل الطُرق والوسائل، ومن أجل تلميع صورة طهران بالكذب وتزييف الحقائق عن دور إيران وخططها الإرهابية في المنطقة والعالم، بخلق صورة مُخالفة للواقع، ولكن المرحلة الحالية تتطلب على ما يبدو استثماراً إيرانياً واغتصاباً للمنصَّات القطرية المغلوب على أمرها - برضا أصحاب القرار فيها- من أجل اللعب على المكشوف بالدفاع الذميم والخاسر والفاشل عن إيران ومُحاولة تبرئتها بتشويه صورة دول ومُجتمعات المنطقة في عيون العالم، خلافاً لغزو عقول المُشاهدين العرب.
في كل العواصم العربية التي تعاني أزمات، تجد أنَّ لإيران حضورا، فهي تُحاول السيطرة على وسائل الإعلام هناك، لفرض أجندتها لمُهاجمة بقية الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها السعودية، فإيران تأخذ «اللقمة» من فم المواطن الإيراني، لتدعم مشروعها الكبير في تصدير الثورة عبر وسائل الإعلام في المرحلة الأولى، والمؤلم أنَّ هذا يتم بلغة ولهجة ولكنة العرب أنفسهم، من خلال تغلغل أدواتها وأزلامها في بعض المحطات العربية، أو بتقديم أعمال وبرامج تتحدث العربية بفصاحة وتتباكى على هموم وأحزان الأمة ولكنها تنبض بعروق «طهران»، الأمر الذي يستدعي فضح هذه القنوات والأدوات والمُمارسات وتعريتها أمام المُشَاهد العربي ليحذر «قنوات وعواصم» إيران الإعلامية، التي تنطق بلسانه وتعمل لمصلحة عدوه.
وعلى دروب الخير نلتقي