مها محمد الشريف
المنعطف الجديد الذي تعيشه إيران اليوم يسمح للعالم، بمزيد من تعميق نقد سياسة طهران التي نشرت الاضطراب في الساحة الدولية، وكُشفت الوثائق التي تمثل الهدف الأساسي للانتهاكات المخفية، ولم يثرها المصير الغامض الذي ينتظرها بعد حشد القوات الأمريكية على أرض حليفتها قطر من قاعدة العديد. بل كثفت جهدها في الدول الغربية حتى جاء رفض الأوروبيون، بأن المهلة التي حددتها إيران قبل أن تعلِّق تنفيذ تعهدات جديدة قطعتها بشأن برنامجها النووي.
فإلى أولئك الذين يختبئون خلف حليفتهم المنكسرة تردد الأوساط السياسية بكل سخرية، أين أنتم اليوم حلفاء طهران لا صوت لكم؟!
وفي خطوة أبعد من ذلك، أرسلت واشنطن حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي 52» إلى الشرق الأوسط، وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان قد أعلن أنّه أمر بنشر مجموعة لينكولن البحرية الضاربة المكوّنة من حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» وقطعاً بحرية مرافقة لها ومجموعة قاذفات» ردّاً على مؤشّرات حول وجود تهديد جدّي من جانب قوات النظام الإيراني».
غير أن منظومة إيران لا تستطيع المواجهة ولا تعمل من أجلها فكل حروبها بالوكالة، دولة عصابات ومليشيات إرهابية، وأكد ترامب ذلك بأن: «الإيرانيون أظهروا أنهم مصدر تهديد كبير»، فقد كانت الثورة الإيرانية مسؤولة عن بدء حقبة الأصولية الخمينية، بداية من حزب الله إلى تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية المتنوعة لها عدة أهداف أهمها القضاء على العلمانية والنفوذ الأميركي في الحكومة وزيادة الحرية السياسية، وقد استمر في إيران التذمر والخوف من الاستبداد منذ بداية عهد الشاه وبالتحديد من السافاك البوليس السري إلى الحرس الثوري في مرحلة ما بعد الثورة.
وتم تصدير هذه الثورة لتغطية العجز الاقتصادي في البلاد ما زاد من تطرفهم وشحذ نواياهم الشريرة ضد دول الخليج والعالم العربي، فهي لا تملك نظام مقومات الدولة لأن تركيبته لا تشبه أي نظام سياسي في العالم، مرشد يدير كل شي دون منصب مماثل ولا شبيه له في العالم، والرئيس أو الحاكم هو مجرد رئيس حكومة تنفيذي، يستخدم القمع والإعدامات والتمييز الطائفي ويتهم المعارضين ليقدمهم للإعدام دون محاكمة، ففي عام واحد يُعدم في إيران آلاف الأشخاص.
إن حرب التهديدات التي تظهرها طهران ليست إلا مكابرة وتعنت لكي توهم العالم بقوتها، والرئيس الأمريكي ينتظر اتصالهم رغماً عنهم، وأن الأساليب القديمة لم تعد تجدي، فقد سجل التاريخ انحناء رؤوسهم للعاصفة، ولكن اليوم اختلفت الأدوات والسياسات ولن يجدي نفعاً انحناؤهم ولن يكفي، أضف إلى ذلك سخط وغضب الشعب لهذا الذل الذي يقدمه نظام الملالي لأمريكا.