رمضان جريدي العنزي
العلاقات الاجتماعية المميزة عبارة عن أفعال وسلوك وممارسات وأخلاق غير، يعمد الفرد الحاذق من خلالها إلى تفاهمات جماعية، يبدأها من الدائرة الضيقة التي حوله، ثم يتمدد إلى بناء علاقات اجتماعية عامة غاية في البهاء والانسيابية والنموذج والحيوية، يركز جهوده من خلالها على كسب ثقة الناس، وتحقيق الألفة والترابط والسلم والتعايش الآمن، إن فن بناء العلاقات الاجتماعية، تعني الفوز بثقة الناس المحيط والبعيد، وهي عمل جبار له تفاعل صادق وإيمان عالٍ بقيمة الإنسان ودوره في الحياة، إن الذين يمارسون هذه المهنة بمهنية وحرفية وجودة، يحققون الأهداف والمبتغيات والمرادات، بعيدًا عن النقائص والتجاوزات والاختراقات الرمادية، إن نجاح الفرد في علاقاته الاجتماعية يتطلب مجموعة من الأساسيات والأساليب التي تكفل له النجاح، وتحقيق الأهداف، كونه نشاط يهدف إلى خلق وإنشاء علاقات طيبة ومثمرة، وكونها فعل دائم ومستمر، وفلسفة اجتماعية تأخذ في الحسبان البناء الاجتماعي السليم، لتحقيق توازن مستمر في مسيرة الحياة، إن العلاقات الاجتماعية لها تأثير كبير في الحياة، ولا يستطيع الإنسان أن يستغني عن علاقاته مع الآخرين، فالأمر ليس عبثاً ولا لعبًا ولا مضيعة للوقت، بل هو فن راقٍ لا يقدر عليه إلا من يستطيعه، إن العلاقات الاجتماعية الطيبة التي يجيدها الفرد الحاذق هي التي تدوم وتستمر وترتقي، وتعتليها الإنسانية والحيوية والحميمية، بعيداً عن علاقات الزيف والأقنعة والخداع والمصالح الضيقة، أن الاهتمام بالآخرين، والحرص عليهم، وقضاء حوائجهم حسب القدرة والاستطاعة، أعمال جليلة تعد أساً رئيسياً في بناء العلاقات اجتماعية الناجحة، وتعبيرًا جميلاً يمتهنه كل شخص راقٍ يحب الحياة النبيلة، بعيداً عن التكلف الممقوت، والادعاء السيء، إن الإنسان الذي يملك القدرات والمهارات هو الذي يصنع علاقات اجتماعية مميزة، كونه يملك الثقة والإقناع، لا يبخس الناس حقوقهم، ولا يقلل من شؤونهم، مخلصًا لمن حوله، وملتزماً بالصدق والإيثار والتواضع والاحترام والعطف واللين والرحمة، بعيداً عن الغيبة والنميمة والهمز واللمز والعيش بوجوه متعددة، وأقنعة متنوعة، وأدثرة ملونة، شجاعًا في الرأي والطرح والتعبير، غير متسرع، صبورًا ولا يتعجل، يتلفظ بهدوء، ويختار كلماته بعناية فائقة، ويبحث عن قواسم مشتركة تعينه على تأدية رسالته بطريقة سليمة وقويمة، لا يطلق الأحكام المسبقة، ولا يتخذ امواقف المستعجلة، ولا يتصرف بطريقة فيها لبس، أو نكد، أو تضليل، ديدنه النفع والإيثار والمساعدة، بعيداً عن سلوك الاستعراض، ومحاولة لفت النظر بأي طريقة، أو شكل، باختصار إن بناء العلاقات الاجتماعية، والحفاظ عليها تعتبر من صميم العمل الاجتماعي الناجح، وبوجود علاقات اجتماعية قوية، يمتلك الإنسان الفذ القدرة على التحديث والتغير نحو الأفضل والأرقى والأحسن.