حميد بن عوض العنزي
يبدو أن بعض الجهات لم تستوعب بعد المرحلة الحالية وما فيها من تغيير «كنس» كثير من بيروقراطية الماضي إلى مزبلة التاريخ، اليوم يجب أن تعي كل جهة أنها مطالبة بتطوير نفسها والتعامل مع المتغيرات بمزيد من الوعي والمسؤولية سواء على مستوى الخدمة أو التواصل مع عملائها، ولم يعد هناك من مجال للتبريرات السطحية التي في بعضها مع الأسف تسطيح يصل في بعض الأحيان إلى استغباء المتلقي، الوعي عند المتلقي أصبح عالياً جداً، والرسالة غير الواضحة أو التي فيها تدليس ومحاولة طمس للحقائق أصبحت أشبه بالنكتة التي يضحك عليها الناس.
على قيادة أي منظمة أن تعي أن دور المتحدث الرسمي ليس «الكذب» وإنما قول «الحقيقة»، الناس تقدر دائمًا الحقيقة وتحترم قائلها، ومن هنا على المتحدث الرسمي في أي جهة أن يتعامل بجدية ومصداقية مع الأحداث والأزمات وأن يكون محترماً لنفسه وللجهة التي يمثلها بظهور لائق ومقنع ويبتعد عن المصطلحات الضبابية لأن الناس تكتشف الحقائق اليوم بسرعة كبيرة جداً.
الخطأ والخلل وارد في كل شأن من شؤون الحياة وليس هناك جهة تعمل ألا تكون معرضة للخطأ وكل نظام تقني أو إلى هو أيضًا معرض للخلل، ولهذا فعندما تتحدث للناس وتقول لهم الحقيقة سيتفهمونها ويقدرونها، والدور هنا ليس على المتحدث الرسمي فقط بل على قائد المنظمة أن يقدر ذلك، وفي بعض الأزمات القائد هو من يظهر ويقول للناس الحقيقة ويعتذر لهم إن تطلب الأمر ذلك، شاهدنا رئيس خطوط الطيران البريطانية كيف يقدم الاعتذار مقرونًا بالحقائق عندما أصاب أجهزتهم خلل أدى إلى تعطل بعض الرحلات، وسمعنا كيف تلعثمت إحدى الخطوط في أزمة بسيطة وكيف وجهت الاتهام إلى الأحوال الجوية، وعجزت «إعلاميًا» أن تواجه تلك الأزمة البسيطة بسبب أنها أحرجت نفسها بعدم قول الحقيقة.