علَى قَيْدِ الحَنينِ أنَا
فَتًى في شَوْقِهِ انْسَجَنَا
يَرَى أطْيافَ مَنْ رَحَلوا
مع الظّلْماءِ فَيْضَ سَنَا
لَهُ في ساحةِ الذِّكْرَى
خُيولٌ لمْ تَطِقْ رَسَنَا
جُموحُ خَيالِها مَثَلٌ
لِمَنْ لا يعْرِفُ الوَهَنَا
1
هُنا رَقَصوا، هُنا شَرِبوا
هُنا مَلؤوا الصِّحافَ مُنَى
هُنا نَشَروا خَمائلَهُمْ
شَذًا يَزْهو بِطيبِ جَنَى
* * * * * *
سَقيمٌ بعد ما رَحَلوا
غريبٌ لمْ يجِدْ وَطَنَا
غَريقٌ في وَساوِسِهِ
طَريدٌ يشْتَهِي السّكَنَا
إذا مَرّ الزّمانُ بِهِ
بَكَى مِنْ حالِهِ زَمَنَا
2
فلا حَيٌّ يُسامِرُهُ
ولا مَنْ يلْبسُ الكَفَنَا
يُنادي آهيا سَقَمي
دَنا مِنِّي الهُزالُ دَنَا
لَهُ أُنْشُودةٌ عُرِفَتْ
بِلَحْنٍ يُلْهِبُ الشّجَنَا
يَرَى أنّ الحَياةَ بِهِمْ
نَعيمٌ ليْسَ فيهِ فَنَا
فإنْ عَنَّ الرّحيلُ رَعَى
بَقاياهُمْ تَضُجُّ هُنَا
3
هُنا أصْواتُهُمْ جَعَلَتْ
نَوابِضَ قلْبِهِ أُذُنَا
هُنا نَجْواهُمُ انْتَثَرَتْ
أريجاً فالوجودُ هَنَا
هُنا آثارُ أجْنِحَةٍ
تَرَى قلْبَ الفَتَى فَنَنَا
بَنَتْ عُشّاً وما لمَحَتْ
قُصُوراً لِلْخُلودِ بَنَى
هُنا شُطْآنُهُمْ ولَكَمْ
عَلا أمْواجَهُمْ سُفُنَا
4
هُنا كانوا لَهُ حُلماً
وإنْ لمْ يَسْتَطِعْ وَسَنَا
***** *
مَضَوْا عيْناهُ تَرْمُقُهُمْ
وأمّا قلْبُهُ فَرَنَا
مَضَوْا سِراً إلى فَرَحٍ
وقَصْرٍ شامِخٍ وغِنَى
وساروا لِلنّعيمِ وقَدْ
بَدا مِنْ حُسْنِهِمْ حَسَنَا
وظنٍّ لا يليقُ سِوَى
بِمَنْ صاغوا السَّنَا سُنَنَا
5
تَمَنَّى أنْ يُقالَ لهُ
تَعال افْرَحْ هُنا مَعَنَا
لَهُمْ أفْراحُهُمْ كَمُلَتْ
ولكن.. ليس ثَمَّ أنَا
** **
- أيمن عبد القادر كمال