د. حسن بن فهد الهويمل
دخلتُ عالم (تويتر) بمحض إرادتي، وكنت أظنه مأمون العثار، وقلت فيه وعنه ما هو أهله.
إنه أشبه بأرض الحرب: ألغام، وقناصة، وكمائن، بحيث لا تدري متى يفاجئك العدو.
سوء الظن، والعدوانية، وتغليب الصدام على الحوار دأب المتنفذين فيه.
كم هو جميل لو ساد الحوار على الصدام، وحسن الظن على سوئه، والكلمة الطيبة على الخبيثة.
هو - بحق - نعمة لو أحسنّا إدارة الاختلاف، وسمت أهدافنا، وشرفت أخلاقنا.
دعوت العلماء والمفكرين إلى: الحرية، والكرامة؛ لتبقى لهم قاماتهم، ويشيع ذكرهم الجميل، (والذكر للإنسان عمر ثاني) كما يقول (شوقي).
الحرية حين تنتمي، ولا تتعصب، وتقبل التحول عند الاقتناع.
هناك مذاهب شتى، لكل مذهب شطر من الحق، والصواب؛ فالحقيقة لا تُحتكر، والشر المحض مستحيل، وقبول الآخر، والتفسح له من حسن الخلق. والحرية المنشودة في عدم التقوقع، ونبذ التعصب، والأثرة.
لقد خضت معارك أدبية، وعايشت معارك، راوحت بين (الشخصنة) و(الموضعة)، والحوار الحضاري، والتلاسن البذيء، ومضى أصحابها، وبقيت وثائق في غياهب التاريخ.. يمر بها المعنيون فيأسفون على ضياع بعض الجهود في مناكفات لا طائل من تحتها.
الحرية لا تتحقق بالانتماء المتعصب، المنغلق على نفسه. الحرية في الانفتاح على الآخر، وقراءة الآخر، والأخذ بأحسن ما عنده {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}. المخالف لا يخلو من الحسن.
أما الكرامة فبالاستغناء عما في أيدي الناس (اليد العليا خير من اليد السفلى) كن كـ(ابن عوف) حين قال للأنصاري:- بارك الله لك في مالك، وأهلك، دلوني على السوق.
فصافق، وربح، وكان من أثرياء الصحابة.
تكون كريمًا حين تستغني عمن أغنى الله عنك.
بهذه القيم تعيش عالم الصخب (تويتر) بأمان.