عرض وتحليل - حمد حميد الرشيدي:
يجمع هذا الإصدار الجديد الموسوم بـ(فضاء العشق) الصادر عن «مؤسسة الانتشار العربي» ببيروت عام 2019م للكاتب الأستاذ محمد المنصور الشقحاء بين دفتيه خلاصة (لقاءات شهرية) أخوية ودية, استمرت نحو عقد من الزمن, بين مجموعة من الأصدقاء من كتاب السرد السعوديين, المعروفين الذين كانوا ولا يزالون من أبرز الأسماء في كتابة الرواية والقصة القصيرة في المشهد السردي لدينا بالمملكة العربية السعودية, ومشاركاتهم الفاعلة في هذا المجال, على المستويين: المحلي والإقليمي, وعددهم ستة كتاب, وهم كل من:
- خالد أحمد اليوسف
- صالح بن إبراهيم الحسن
- عبد الحفيظ عبدالله الشمري
- عبد العزيز صالح الصقعبي
- محمد عبدالله المزيني
- محمد منصور الشقحاء
ويضاف إلى هذه الأسماء الستة اللامعة في سماء السرد اسم سابع, عرف ببروزه وإسهاماته الواضحة في «حركة الفن التشكيلي» وتطورها بالمملكة, ألا وهو الأستاذ الفنان ناصر عبدالله الموسى.
وهذه «التشكيلة» الرائعة بين هذه الأسماء -على اختلاف تجاربها الطويلة وتعدد مشاربها وتوجهاتها في فنون السرد المختلفة واللون- كانت بمثابة «مؤاخاة» جمالية وفنية ولغوية, تجمع ما بين «لغة الحرف ولغة اللون» مما أضفى على الكتاب طابعًا غنيًّا بأبعاد كثيرة, لغوية وفنية وبصرية!
ويذكر المؤلف الشقحاء بداية فكرة تأليفه هذا الكتاب والهدف من نشره, وأهميته في «توثيق» الحركة السردية في المملكة, والتطورات التي شهدتها, خاصة خلال العقود الأربعة الأخيرة من الزمن, بقوله في «التلويحة» التي جعلها فاتحة مناسبة لمادة الكتاب:
«...في الرياض ومع ساحة أدبية في طليعتها نادي القصة السعودي ...جاء لقاء «الأخوة» منذ عقد من الزمان وهو لقاء شهري في منزل أحدنا... نقول في اللقاء كل شيء, نتبادل المعلومات والكتب ونناقش جديدنا ونستفيد من تجارب بعضنا بعضًا في الحياة وفي ساحة الأدب.. وهذا الكتاب التذكاري وثيقة عقد من الزمن...سعيت أن تكون المشاركة اختيار من تحمل اسمه مع توافر أعمال الجميع في مكتبتي المنزلية..».
وتقوم الفكرة الأساسية لعرض مادة الكتاب على أن يقوم كل كاتب من هؤلاء (الكتاب السبعة) السالفي الذكر بسرد تفصيلي لسيرته الذاتية, كل فيما يخصه, متطرقًا إلى بداية مشواره مع الكلمة وذكرياته الأولى مع الإبداع السردي المكتوب, وما مرت به من مراحل, وإلى أهم أعماله وإنجازاته, مع إيراد نماذج مختارة من الإنتاج الأدبي المنشور, لكل منهم.