وقالت لي معذبتي وداعا
فزادت جرحي الدامي اتساعا
تقول خُطِبتُ والأعمار تمضي
وما قدمتَ لي إلا الضياعا
ذبلت ولم أجد منك اعتناءً
فلا تغضب ولا تبد امتناعا
سأرجع قلبي الشاكي جديدًا
وأفتح إن حللت له الذراعا
فأنت حبستني وهدمت حلمي
ولم تقطع بخط السير باعا
أبي وأبوه قد حسما مصيري
وما أنا بالتي تعصي اجتماعا
غدًا سأزف فانس قديم عهدي
وبارك لي الزواج وكن شجاعا
ولا تفضح من الأسرار شيئًا
وأبد لي اصطبارًا واقتناعا
وكفكف دمعك الجاري فإني
سأقتلع الهوى منك اقتلاعا
سأخسر بيتك الشعري حبًّا
ببيت يحتوي رجلا مطاعا
فهذي عادة الأيام فينا
تدين لغالبٍ حسم الصراعا
أريد سلامة وهدوء نفسٍ
وظلاً لا أرى منه انقطاعا
وأنت وعدتني بجنان حبٍ
ولم تجمع لإسعادي متاعا
وعجزك دب في جسمي وروحي
وأحدث وسط جمجمتي صداعا
إذا استعجلتك استنكرت حرصي
ولم تشعر بأن العمر ضاعا
فقلت لها اذهبي عني بعيدًا
وغيبي حيث شئت فلن أراعا
فما وقر الهوى لي في فؤادٍ
بجنبيك اشتهى عرضًا فباعا
منحتك من حياتي طهر قلبي
وأنقى الحب لم أضمر خداعا
وسطرت القصائد مترعات
بطيف منك ينتزع القناعا
أنا المفضوح فيك مدى حياتي
وأنت القاع لا يقوى ارتفاعا
** **
- حازم الجبرين