عدم الاهتمام معناه نسيان الشخص وتجاهله وعدم السؤال عنه، إذ يعدّ أمراً مزعجاً عندما يأتي الإهمال والنسيان من الذين نحبهم يبدون مشاعرهم في الحب ولكنهم يفتقرون إلى أبسط قواعده، قد تكون طبيعة الشخص جافة أو للبيئة تربى فيها أو بخلاً في المشاعر، أو لأفكار قد يرى نفسه أنه ضعيف حين يبدي تعلقه واهتمامه ! وفي زاوية صغيرة بين الرغبة وعدم الاهتمام تتقطع السُبل وتجف مياه الوصل .
من هنا تجد أن الحياة انقسمت بين فريقين الفريق الأول يدعو إلى الاستمرار في الاهتمام والعطاء والنظر إلى الأمر من ناحية إيجابية قد يتغير فيها الحال ، والفريق الآخر يصل إلى منطقة التذمر والانزعاج وتكرار « الاهتمام مطلب لا يُطلب ، وإذا غاب الاهتمام أصبح الرحيل واجبا ، أغرقتهم بالاهتمام فأغرقوني وجعاً ، راحة القلب في عدم الاهتمام ، ولماذا أنا فقط من يهتم ويسأل ؟! «.
شعورك بأن هناك شخصا يهتم بك شعور رائع ومطلب الكثيرين ووقود لحياة سعيدة ونجاحات، فغالبية البشر ترغب بالحب والدفء والأمان خاصةً ما بين شخص أو أشخاص يتبادلون الثقة والمحبة فيما بينهم .
الإصغاء هو أبسط وسيلة للاهتمام بمن نُحب، فغالباً الإنسان يحتاج لشخص يرغب في الاستماع إلى مشاكله وهمومه ورغباته وطموحه، وأحياناً كل ما يرغب به لاستعادة طاقته هو إفراغ المحتوى السلبي الذي بداخله.
المبادرة بالسؤال وأن لا ترهق كاهله بمسؤولية المبادرات فهو أيضاً يحتاج لذلك الشعور.
الالتزام وهو أن تتحمل مسؤولياتك الأدبية والأخلاقية تجاه من تحب وبصمت، فالبعض يستخدم مكبرات الصوت للإعلان عن ماذا قدم !
لا تشعره بارتكاب أخطاء جسيمة فكل علاقة يخطئ أحد أطرافها وابحث له عن الأعذار وأنك تدرك أنه لم يكن خطأ مقصود بل عابر، قدم له الدعم النفسي برفع معنوياته وذكر محاسنه ومهاراته، فلها مفعول السحر عليه ببقائه في حالة من التوهج والسعادة ، شاركه اهتماماته فهذا يجعل اللحظات أجمل وأسلس بينكما وابتعد عن الجدال معه وإذا حدث فاعتذر بلباقة وأظهر له بين الحين والآخر أنك تحبه الآن بصورة أفضل مما قبل لتغير أمور كثيرة به نحو الأجمل وتضمن استمراريته.
تفاصيل صغيرة في حياتنا اليومية قادرة على أن تجعل علاقاتنا بهم أكثر ترتيبا وأكثر نضارة وأكثر اتزانا وأكثر صلابة .
** **
- منيرة الخميري
M_Alkhumiri@