شروق الحازمي
كان ذوو البشرةِ السوداء في الجاهلية يعانون أنواع الذل والاضطهاد والاستعباد، وعندما جاء الإسلام ألغى كل هذه العنجهية، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات:13)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى» رواه أحمد وغيره، كما أنه محى كل أشكال التمييز العرقي بين البشر، ورفض العنصرية رفضاً قاطعاً لا شك فيه، فجعل الإنسان معززاً مكرماً مهما كان لونه وعرقة واختلاف طبقته الاجتماعية والعلمية.
إن العنصرية التي تمارس ضد بعض أفراد المجتمع تعد شكلاً من أشكال الإساءة، فهي تظل في النفس ولا يمكن أن تنسى خصوصاً ضد الأطفال، حيث أنها من الممكن أن تتسب في اضطرابات نفسيه أو فقد الثقة بالنفس والنقم على المجتمع ونشوب النزاعات وأعمال العنف، قال الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} (الإسراء/ 53).
كما أننا نعلم أن المدارس والجامعات سبب في نقل المعارف والاستفادة من الخبرات فهي تلبي حاجات المجتمع، ولكن من المؤسف أن بعض المسلمين مازال يمارس العنصرية التي من المفترض أن تكون قد تقلصت إلى حدٍ كبير بسبب انتشار التعليم في كل مكان حتى أن نسبة الأميين تكاد تندثر، مع الأسف مازالت هناك مفاهيم ومعتقدات خاطئة تجاه السُود، حيث يمارس البعض في دولنا العربية التمييز العنصري في المجتمع بهدف الاستحقار والتعيير. عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ) رواه الإمام أحمد في «المسند» (37/ 88) .
ففي المدرسة هذا عبد!
في الجامعة هذا عبد!
في الشارع هذا عبد!
ليس هذا فقط، بل حتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومهما علا الفارق التعليمي والثقافي تمارس ضدة العنصرية ويظل اللقب ملاصقاً به، إنني أعتقد وبوجهة نظري أنه من المهم زيادة الجهود لمحو العنصرية التي تشكل ثغرة في العلاقات الإنسانية.