فيصل خالد الخديدي
كتب سمو وزير الثقافة تغريدة بحسابه بتويتر (لن ننساكم) وأورد أسماء ثمانية وثلاثون فنان وفنانة سعوديين تحت وسم #رواد_الفن_السعودي، وهو أمر يبعث بالتفاؤل ويشي باهتمام سموه البالغ بالفن التشكيلي السعودي بمختلف أجيال فنانيه، وهو التصور الواضح والملموس والذي ينتظره الفنانين من سموه ومن وزارة الثقافة فالمستقبل بهم والرهان عليهم، وبالرغم من إيجابية الإشارة بلن ننساكم وما تحمله من وعد لجيل الرواد -إن صح التعبير- باهتمام قادم يليق بهم وبالوزارة، إلا أن قائمة الأسماء المنشورة حركت بعض العتب من عدد من الفنانين والكتّاب في مسألة من هم الرواد وهل أسماؤهم محصورة في هؤلاء دون غيرهم، وهو أمر جدلي لم يحسم على الرغم من وجود كتاب منهجي تطرق لهذه المسألة بشكل جيد وصنف التشكيليين لأجيال وفق العمر الزمني لكل منهم وهو كتاب الدكتور محمد الرصيص (تاريخ الفن التشكيلي السعودي في المملكة العربية السعودية) والذي صدر عن وزارة الإعلام في العام 2010م ويستحق أن يعاد طباعته بشكل محدث ومزيد ومنقح ومعدل، لما يمثله من وثيقة هامة في مسيرة التشكيل المحلي.
صنف الرصيص في كتابه أجيال التشكيليين إلى خمسة أجيال بناء على تواريخ ميلادهم، فكان الجيل الأول ومنهم الرواد ويشمل الفنانين من مواليد الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين وحصرهم في 31 اسماً.. والجيل الثاني ويشمل الفنانين من مواليد الخمسينات من القرن العشرين وحصرهم في 91 اسماً، والجيل الثالث ويشمل مواليد الستينات من القرن العشرين وحصرهم في 47 اسماً، والجيل الرابع من مواليد السبعينات في القرن العشرين وحصرهم في 44 اسماً.. أما الجيل الخامس فهم من مواليد الثمانينات من القرن العشرين وترك المجال مفتوحاً في عدم حصرهم لأنهم جيل المستقبل الذي لا يزال ينمو ويترعرع حينها في الفصول الدراسية.
أما الرواد الأوائل فقد أفرد منهم سبعة عشر اسماً بسير ذاتية وقراءة فنية لبعض من مسيرتهم بناء على أسبقيتهم الزمنية وبعطاءاتهم وإنجازاتهم الفنية في السنوات الأولى من عمر الفن، كما أورد في مقدمة الكتاب اسم الفنان والخطاط محمد طاهر كردي والذي ذكر عنه (هو من يستحق لقب الرائد الأول في المملكة للفن التشكيلي من منظور عربي وليس غربياً).