«الجزيرة» - متابعة وتغطية - محمد المنيف:
لا شك أن ما تعيشه المملكة بما تحمله رؤية 2030 التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ويقودها لتحقيق أهدافها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أصبحت مثار إعجاب ومصدر ترقب لنهضة سعودية حديثة قوامها الشباب ومقوماتها قيم وتقاليد منبعها دين إسلامي حنيف، هذا التميز اللافت للنظر كان مصدر تنافس شريفاً من القطاع الخاص مشاركاً ومتفاعلاً مع أهداف الرؤية الوطنية وداعماً لها ومنها مؤسسة فن جميل غير الربحية التي خصصتها عائلة محمد جميل لخدمة أبناء الوطن في مجالات الثقافة والفنون البصرية، حيث تدعم مؤسسة فن جميل الفنانين والمجتمعات الإبداعية وتشمل مبادراتها الحالية إدارة مدارس الفنون التراثية وبرامج الترميم، بالإضافة إلى برامج فنية وتعليمية متنوِّعة لكافة الأعمار. تعزِّز برامج المؤسسة دور الفن في بناء وترابط المجتمعات، ففي الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات تغيّرات وتحولات هائلة، أصبح هذا الدور أكثر أهمية من أي وقت مضى.
جائزة محمد جميل للفنون الإسلامية
وفي سياق ما تقدّمه المؤسسة أقيم قبل أيام معرض جائزة محمد جميل للفنون الإسلامية في نسختها الخامسة في مركز الفن جميل في دبي برعاية معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات العربية المتحدة بحضور نيكولاس كولريدج رئيس متحف فيكتوريا وألبرت، وفادي محمد جميل، رئيس مؤسسة فن جميل. حيث قدم في المعرض الدولي أعمال الفائزين مهدي من العراق مطشر ومارينا تبسم من بنقلادش مناصفة، وكذلك أعمال الفنانين والمصممين ممن تأهلوا للقائمة القصيرة للجائزة وهم كامروز آرام، هيف كهرمان، هلا كيكسو، مجموعة نقش، وردة شبير، ويونس رحمون. توزعت أعمالهم في صالات العرض التي خصص لها أدوار ثلاثة من المركز. وقام المشاركون أو من يمثِّلهم بشرح الأعمال كما كان لحضور الفنان العراقي مهدي مطشر ما أتاح الفرصة للإعلاميين للحديث معه والاستماع لشرح مفصَّل عن أعماله المنطلقة من شكل المربع أصل الخط العربي وتكوينات الزخرفة الإسلامية.
الجدير بالذكر أن جائزة جميل للفن الإسلامي هي ثمرة تعاون بين مؤسسة فن جميل ومتحف فيكتوريا وألبرت، وتأسست في العام 2009 لتكريم الفنانين والمصممين الذين يستلهمون فنون التصميم الإسلامي وثقافته البصرية. وفي غضون 10 أعوام، تلقت الجائزة 1193 ترشيحاً من أكثر من 40 دولة؛ وعرضت أعمال 48 من الفنانين والمصممين، وأقامت لتلك الأعمال جولات فنية في 16 محفلاً عالمياً. وحصلت الفنانة آفروز آميغي على أول جائزة في المسابقة. وفي عام 2011 فاز راشد خورشيد بالجائزة. أما في عام 2013 فازت إتشاي وعائشة إيجي وكانت هذه أول مرّة تمنح الجائزة لمصممين. وفي عام 2016، فاز بجائزة جميل 4 غلام محمد، والذي تدرَّب على فن المنمنمات الإسلامية، لعمله في فن الكولاج الورقي.
وتتميّز الجائزة بإنشاء معارض متنقّلة عالمية، ففي دورتها الرابعة زارت الجائزة مركز آسلا الثقافي في مدينة جوانجو في كوريا (2017)، ومتحف آي. كاستيف للفنون في ألماتي في كازاخستان (2017-2018)، الذي بدأ في متحف بيرا في أسطنبول، وجال العالم في عامي 2017 و2018. زار المعرض أكثر من 128.512 زائر.
لقاء صحفي عن حي الإبداع في جدة
عقد مركز الفن جميل في دبي لقاءً صحفياً مع السيدة انطونيا كارفر المدير التنفيذي ورئيسة كوادر العمل في فن جميل وسارة العمران مديرة التطوير والإستراتيجية وصياغة الخطط طويلة الأجل لمركز جميل، وتحدثت السيدة انطونيا بشكل مختصر عن أهداف المركز وما تحمله إستراتيجيته نحو المستقبل، مبينة أن الأهداف تنصب في تنمية الإنسان خاصة المبدعين من الشباب وحول أهمية الهوية الذي طرحته «الجزيرة» أجابت أن من أهم ما يسعى إليه المركز من خلال التأهيل والتدريب هو كيفية تعامل الفنان الشاب مع منجزه والتعبير عنه واعتباره رسالة مرئية إلى العالم تحمل هوية بيئته ومجتمعه بأسلوب معاصر دون الإخلال بها وفي سؤال آخر من جريدة الجزيرة حول التعاون بين مؤسسة جميل ممثلة في المركز وحي الإبداع مع بقية المؤسسات الرسمية في المملكة قالت إننا في تشاور منقطع النظير ونجد التعاون من كل المؤسسات الحكومية للشراكة في الأخذ بالشباب المبدعين، مشيرة إلى ما يتم من تمازج في الأهداف بين فن جميل وبقية المؤسسات ذات العلاقة ذكرت منها وزارة الثقافة ومؤسسة مسك وإثراء أرامكو سيحقق الكثير من الأهداف وهو ما نصبو إليه من خلال مؤسسة جميل غير الربحية ما يعني تقاطع المصالح ووجود قاسم مشترك بين الجميع وتوالت الأسئلة بعذلك في جوانب كثيرة حل المؤسسة وخدماتها.
اقتراب إطلاق حي الإبداع في جدة
بعد ذلك تحدثت سارة العمران مديرة التطوير والإستراتيجية وصياغة الخطط طويلة الأجل لمركز جميل عن حي الإيداع الذي بدأ العمل فيه حالياص ويقع شمال مدينة جدة وتم عرض صور للإنشاءات كما قامت بشرح مفصّل عن تفاصيل المبنى المكون من ثلاثة أدوار وما سيتم فيه من أنشطة وفعاليات قسمت بين طرفين الأول للمستثمرين والآخر غير نفعي تقوم عليه مؤسسة فن جميل بالدورات والورش والمعارض للمبدعين الشباب واستقطاب الآخرين من العالم.. مختتمة العرض بأن الحي سيكتمل خلال الأشهر القادمة دون تحديد دقيق للموعد مع تفاؤل الجميع بهذا المنجز.