الصحف الإنجليزية تحيي ليفربول بعد مباراة «خيالية»
ليفربول - ا ف ب:
حيّت الصحف الإنجليزية الأربعاء لاعبي ليفربول ومدربهم الألماني يورغن كلوب بعد مباراتهم «الخيالية» على ملعب أنفيلد، وتحقيق عودة مذهلة بالفوز على برشلونة 4- صفر في إياب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بعد الخسارة ذهاباً صفر -3 في برشلونة، ما مكّنهم من بلوغ النهائي للموسم الثاني توالياً.
وعبر ليفربول المتوج باللقب القاري خمس مرات، إلى النهائي للمرة التاسعة في تاريخه، حيث يلاقي على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد في الأول من يونيو، الفائز بين أياكس أمستردام الهولندي وتوتنهام هوتسبر الإنكليزي اللذين يلتقيان إياباً مساء الأربعاء، والفريق الهولندي متقدِّم (1- صفر) بفوز على أرض منافسه ذهاباً الأسبوع الماضي. ونجح «الحمر»، بغياب نجميه المصابين المصري محمد صلاح
والبرازيلي روبرتو فيرمينو، في تحقيق المفاجأة بثنائية لكل من المهاجم البلجيكي ديفوك أوريجي (7 و79) والبديل الهولندي جورجينيو فاينالدوم (54 و56). ولقيت الاحتفالات الصاخبة على ملعب أنفيلد صداها في الصحف الإنكليزية، إذ كتبت «ذا غارديان»، «لا تعدلوا الواقع. هذا حدث فعلاً. كانت هناك مباريات مجيدة وغير متوقعة في تاريخ ليفربول الأوروبي، بما فيها ذروة العودة في إسطنبول»، في إشارة إلى تتويج ليفربول بلقبه القاري الأخير عام 2005، عندما قلب تأخره أمام ميلان الإيطالي صفر -3 في المباراة النهائية، إلى تعادل ثم فوز بركلات الترجيح. وتابعت «ولكن هذا كان مختلفاً، جهد إرادة، وبصراحة خطف الأنفاس»، متابعة «بعد مضي 79 دقيقة، تحول أكثر الفرق شهرة في العصر الحديث إلى حفنة من المتفرجين ذوي القمصان الصفراء»، في إشارة إلى برشلونة.
ورأى مارتن صامويل، الكاتب في صحيفة «دايلي مايل»، أن ما حققه ليفربول في السابع من مايو 2019 يفوق ما حققه في 25 من الشهر ذاته عام 2005 في نهائي إسطنبول ضد ميلان الإيطالي. وكتب صامويل «في نهاية هذه المباراة الرائعة، التي لا تصدق، الخيالية، عانق يورغن كلوب لاعبيه، بمواجهة مدرج «ذا كوب» مثل الجميع في أنفيلد (...) ينشدون «لن تسير بمفردك أبداً». وتابع «كان لدى المرء شعور بأن هذه اللحظة التي كان يعمل من أجلها (كلوب) منذ قدومه إلى ميرسيسايد. هذه
الروحية. هذا العمل الجماعي. هذا الأداء، هذا الشغف، هذه العاطفة: كلها كانت هنا، حتى القطرة الأخيرة لما أراد تحقيقه. ومع ذلك، لا يزال الطريق طويلاً».
«القدر»
واعتبرت صحيفة «ذا تلغراف» أن نجاح ليفربول سيدون في سجلات التاريخ. وتابعت في إشارة إلى سعي ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ 1990 «لا يفعل أي فريق ذلك في مباراة الإياب من الدور نصف النهائي لدوري الأبطال، بدون أن يتساءل ما إذا كانت يد القدر لا تبشّر لهم بطريق بديل للمجد الذي يطاردونه طوال الموسم». ويبتعد ليفربول بفارق نقطة واحدة عن المتصدر وحامل اللقب مانشستر سيتي، قبل المرحلة الأخيرة من الموسم الحالي في نهاية الأسبوع. وأردفت الصحيفة «ليلة الاثنين، أبعد مانسشتر سيتي الدوري الإنكليزي الممتاز عن قبضة ليفربول الذي شعر بالأثر الهائل - من ثم جاءت ليلة الثلاثاء، حيث كان الرد على ملعب أنفيلد صريحاً ومذهلاً». ورأت صحيفة «إندبندنت» أن ليفربول قدّم ليلة خيالية. وتابعت «عندما يسدل الستار على هذا الموسم، ولسنوات عدة مقبلة، سيرتبط مشجعو ليفربول بإيمانهم وعدم تصديقهم (لما جرى) هذه الليلة». وختمت قائلة «سيقولون «مباراة برشلونة»، وسيكون هذا كل ما يحتاجون لقوله. في ليلة عندما كان فيها أنفيلد يرزح تحت عبء المستحيل (الخسارة القاسية ذهاباً)، حين انغمس آلاف المشجعين وملايين المتابعين في السكرة الخطرة لكرة القدم».
** ** **
الصحف الإسبانية تتحدث عن «فشل ذريع» لبرشلونة
برشلونة - أ ف ب:
«مثير للسخرية»، «فشل ذريع»، و»كارثة جديدة»... بعبارات قاسية من هذا النوع، اختارت الصحف الإسبانية وصف الخروج المذل لبرشلونة من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بخسارته الساحقة أمام ليفربول صفر -4 على ملعب أنفيلد، بعد تقدّمه بثلاثية نظيفة ذهاباً على ملعبه كامب نو. وكتبت صحيفة «سبورت» الكاتالونية على خلفية سوداء على صدر صفحتها الأولى «أكبر سخرية في التاريخ». وألقت الصحيفة بمسؤولية الإقصاء القاري على مدرب الفريق إرنستو فالفيردي، مضيفة «كتب برشلونة الصفحة الأكثر سوداوية من خلال خروج لا يغتفر على ملعب أنفيلد في دوري الأبطال». أما صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية، فوصفت الخسارة بأنها «عار». وكتبت في صفحتها الأولى «برشلونة من دون روح يتعرض لنكسة في أنفيلد»، وركّزت على الهدف الرابع الذي جاء من ركلة ركنية تجسد رثاء فريق كرر الخروج أمام روما العام الماضي في ربع النهائي بخسارته إياباً بثلاثية نظيفة، بعد تقدّمه في الذهاب على ملعبه 4-1. وجاء الهدف الرابع
والحاسم لليفربول عندما قام مدافعه ترنت ألكسندر-أرنولد بغفلة عن دفاع برشلونة، بتمرير كرة ماكرة من زاوية الركنية باتجاه البلجيكي ديفوك أوريجي داخل المنطقة ليتابعها في سقف الشباك.
أما صحف مدريد، فأعربت عن صدمتها أكثر من ازدرائها بالغريم التقليدي. وكتبت «آس»، «صدمة في ليفربول»، مضيفة «كارثة جديدة لبرشلونة في دوري الأبطال والثلاثية تتبخَّر» في إشارة لما كان يسعى إليه الفريق الكاتالوني المتوّج بلقب الدوري الإسباني، لإحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال تكراراً لإنجاز عامي 2009 و2015. أما صحيفة «ماركا»، فتحدثت عن الظروف التي كانت تصب في صالح برشلونة قبل مباراة الإياب بقولها «مع الفوز بثلاثية نظيفة ذهاباً... مع
حسم الليغا... مع سابقة روما... مع احتضان ملعب واندا متروبوليتانو (في مدريد) النهائي... مع خروج ريال مدريد... مع أفضل لاعب في العالم (ميسي)» قبل أن تختتم بالقول «إنه فشل تاريخي».
ووجدت هذه الخسارة التي كانت مستبعدة بشكل كبير، لاسيما في ظل خوض ليفربول المباراة في غياب نجميه البرازيلي روبرتو فيرمينو والمصري محمد صلاح، طريقها إلى الصحف غير الرياضية حتى. وقالت «ال بايس» «فشل ذريع لبرشلونة في ليفربول» مرفقة عنوانها مع صورة لميسي وآثار الصدمة بادية على وجهه. أما «ال موندو» فقالت «سجل برشلونة في ليفربول أحد أسوأ العروض السخيفة في تاريخه».