علي الصحن
توالت الأحداث ذات الصلة المباشرة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وفي كل مرة يثبت الاتحاد أنه غير قادر دائماً على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وأنه يفتقد للدقة أيضاً في صياغة بعض بياناته الصحفية.
تحدث رئيس لجنة الحكام المقال جلال قبل نهائي كأس الملك، وكان لحديثه ردة فعل واسعة وعلى كافة الأصعدة، وفي المقابل جاءت ردة فعل الاتحاد ضعيفة، ولا توازي ما ورد في حديثه، ومن وجهة نظري أن الإقالة ليست الحل النهائي، وأن الواجب فتح ملف تحقيق فيما ورد في حديث جلال، ومعرفة من هم الحكام التي وصلتهم التوجيهات وما هي المباريات التي شهدت ذلك، ومن هم اللاعبون التي نقلت توصيات لجنة الحكام عنهم للحكام الأجانب، ومن الواجب أيضاً معرفة ما هي الآثار التي نقلتها تلك التوصيات على نتائج المباريات وعلى المنافسة بشكل عام، وكان من اللازم أيضاً معرفة الأنظمة التي استند عليها جلال، وهل كان اتحاد الكرة على علم بها من قبل، وهل هي تصرف اتحاد أم لجنة أم تصرف شخصي من خليل جلال.
إعفاء أي شخص أخطأ وفي أي مجال أو عمل إداري أو فني ليس هو الحل، وليس بالأمر المقنع للآخرين، مع الإعفاء لابد من مساءلة ومحاسبة حتى يدرك أي مسؤول أنه ليس في مأمن من المحاسبة والعقاب إن لزم الأمر.
وعلى طريقة (يا زمان العجايب) ردد الشارع الرياضي (وش بقي ما ظهر) بعد أن نشرت صحيفة الجزيرة من خلال منصتها في وسيلة التواصل الاجتماعي (تويتر) خطاب النصر الموجه لاتحاد الكرة بشأن الحكام ومن يريد إبعاده منهم، ويأتي العجب بسبب الصمت الذي مارسه اتحاد الكرة تجاه الخطاب، وعدم التعليق عليه حتى نشرته الجزيرة، وهل كان الاتحاد سيتحدث ويكشف عن الخطاب لو لم يتم نشره؟.
ويأتي التساؤل حول ما يمكن توقعه من الاتحاد خلال الأيام المقبلة، وهل هناك مكاتبات أو خطابات أخرى يمكن أن تظهر في الأيام المقبلة، وما الذي يمكن أن يظهر أصلاً بعد تلك المكاتبات وعدم اتخاذ أي قرارات بشأنها رغم مرور مدة زمنية كافية لتقول الإدارة القانونية كلمتها بشأنها.
كان حديث جلال ثم الخطاب النصراوي فرصة للبرامج الرياضية لتقدم عناوين شيقة ومثيرة وتحاور قانونيين حول ما حوته من مواضيع، لكن معظم البرامج وكعادتها اكتفت بمناقشة عابرة لهذه المواضيع وتسطيحها بشكل غريب، والأدهى أن يكون التساؤل حول من سرب الخطاب النصراوي، وليس فيما تضمنه الخطاب، وبودي أن أتساءل: إلى متى والبرامج الرياضية تناقش المواضيع بسطحية تامة ودون الدخول في العمق ومناقشة المختصين، معرفة خلفيات الموضوع، وهل له مواضيع مشابهة وما هي القرارات التي اتخذت بشأنها، أما استضافة نفس الأسماء ونفس الوجوه لتتحدث في كل موضوع، وتعلق على كل شأن فهذا يؤكد أنها جاءت لتمضي الوقت المخصص لها دون رغبة جادة في صناعة حدث حقيقي، والمساهمة في وضع حلول حقيقة للقضايا التي تناقشها.