فهد بن جليد
(كوماري) ظهرت كنجمة لمطبخ ضحى مع القصار في الأيام الثلاثة الماضية؛ فهي الشيف الحقيقي مع رفيقاتها في منزل أبوداود. أفهم هذا عندما أتابع (سناب القصار)؛ فهو يطبخ في منزله بالطريقة التي تروق له، ولكن دخولها عالم الشاشة الفضية للمساعدة بتقديم خدمات لوجستية مهمة لصنع الأكل الخليجي للمشاهد أعتبره تحولاً كبيرًا، وبدعة في برامج الطبخ التي نتوقع منها أن تثقف ربة المنزل للقيام بدورها في المطبخ من أجل عائلتها، لا أن تعزز من الاعتماد على العاملة أو المساعدة المنزلية، كواقع حتمي مع كامل التقدير والاحترام لميري وكوماري ورفيقاتهما المبدعات، ولكن لنتذكر أن بيوت جميع الخليجيين ليست فيها عاملات منزليات ومساعدات في المطبخ، إلا إذا كان هذا البرنامج يستهدف تثقيف فئة محددة من المشاهدين، ومخصصًا لهم؛ فهذا أمر آخر.
فكرة جمع الشيف ضحى العطيشان بالفنان سليمان القصار ببرنامج واحد فكرة رائعة وذكية، ولكن التنفيذ فنيًّا خذل الجميع - برأيي - رغم الإمكانات الكبيرة التي من الواضح أن قناة SBC وفرتها؛ فعملية الإنتاج من الواضح أنها ضخمة، ولكنها في الوقت ذاته لم تستغل بالطريقة المثلى، ليغرق المخرج بين صور عامة، لا تمنح المشاهد التفاصيل اللازمة لصنع وتحضير طبقين في وقت واحد، ولا يستطيع معها التركيز على شيف واحد ليعطيه حقه حتى يخرج المشاهد بوصفة واضحة؛ لأن صورة الطعام وصوته من جماليات برامج الطبخ عالميًّا، وأحد معايير نجاحها وتقييمها، فضلاً عن تداخل أصوات وتعليقات الشيف ضحى والفنان سليمان، ومقاطعتهما لبعضهما باستمرار؛ لأن كل واحد منهما يريد أن يشرح ما يقوم به معتقدًا أن الكاميرا معه، وتتابع خطواته، ولا يوجد رابط كتابي بين المقادير والطريقة أو المراحل، وهذا سببه عدم التحضير الجيد؛ ولا أدل على ذلك من عدم معرفة موجودات المطبخ في بعض الأحيان، الذي افتقر هو الآخر للديكورات واللمسات الفنية حتى الآن، وإن فهمت أنه سيتم إضافتها في الحلقات القادمة ربما لناحية ترويج منتجات، وكأن البرنامج بدأ متأخرًا وفي وقت ضيق.
هذه الملاحظات وغيرها مما سيظهر في الحلقات القادمة لا تعني عدم نجاح العمل؛ فاستمرار مثل هذا التعاون المفيد بين مطابخ الأشقاء مطلب، ولكن تجويد النسخ القادمة أمرٌ مهم للغاية، وخصوصًا لناحية تكامل المطبخ السعودي مع المطبخ الكويتي، وليس تنافسهما.
وعلى دروب الخير نلتقي.