سعد بن عبدالقادر القويعي
حجم التحديات التي تواجه دول العالم - اليوم - يدعونا إلى احترام عقائد الآخرين، بغض النظر عن المعتقدات التي يتبنونها؛ من أجل مواجهة خطاب الكراهية حول العالم، ولن يتحقق ذلك إلا بالقراءة العقائدية المتأنية للتاريخ، وضرورة تفسيرها بأبعادها - السياسية والاقتصادية -؛ حتى لا يُستغل خيار الأيديولوجيا المتطرفة في التحريض، والدعوة إلى الانتقام، وتهديد السلام العالمي؛ كونه مدفوعا بتشدد ديني، أو كراهية ضد الآخرين؛ لأسباب دينية، أو إثنية، أو لمصالح سياسية، وصلت - مع الأسف - إلى مرحلة العنف، وإراقة دماء الأبرياء.
من أهم الروابط المشتركة للبشرية - جمعاء - حفظ الوئام، والسلام العالمي، والاستثمار في الإنسان، وتعزيز العيش المشترك، واحترام التنوع، وقبول التعددية في ظل المواطنة المشتركة؛ ونظرا لاختلاف المعايير، والبنى الفكرية بين ثقافات شعوب العالم، فإن الابتعاد عن أوتار الصدامية الكامنة في الأهواء البشرية، والمتكئة على المكاسب الخادعة، سواء كانت دينية، أو فكرية، أو إثنية، أو سياسية، أو غير ذلك، يعتبر من مقتضيات هذه العلاقة، والمبنية على تبادل المصالح، وإطراد المنافع، وتقوية الصلات الإنسانية، والمعاشرة الجميلة، والمعاملة بالحسنى.
إن احترام أديان الناس، ومعتقداتهم على اختلافها، وتنوعها واجب أخلاقي على الجميع، وهو ما أكد عليه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس الهيئة العالمية للعلماء المسلمين - الشيخ الدكتور - محمد العيسى، في كلمته الرئيسة، والتي ألقاها في قمة القيادة المسؤولة، والمنعقدة في مقر الأمم المتحدة - قبل أيام -، إلى أن: «احترام وجود الأديان، وأتباعها عنصر مهم في سلامها، وتعايشها، وأن التكتلات - الدينية والمذهبية والثقافية - بعزلتها السلبية، وبمحاولة فرضها لأفكارها، وثقافتها، ورفض حق غيرها في الوجود تعد إقصاء، يصنف ضمن دائرة الكراهية، والطائفية، والمعاداة، وأن مثل هذه الأفكار السلبية أوجدت التطرف - بكافة أنواعه -، ومن ذلك تيار اليمين المتطرف في بعض الدول».