عبدالمحسن بن علي المطلق
تعريف عام..
ونحن في رمضان (شهر القرآن) يسرني بالتقريب لكتاب ربنا على أسئلة (افتراضية) :
-1 ما هو القرآن؟
هو كتاب الله الذي أنزله الله تعالى على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ليكون معجزته الخالدة، ودليل صدق نبوّته، وكتاب هدايةٍ وإرشاد للنَّاس، كما هو دستور للأمة الإسلاميَّة ومنهج حياةٍ للمسلمين، يحتكمون إليه في شؤونهم، ويرجعون إليه في معاملاتهم، ويتخلّقون بأخلاقه وآدابه، لإيجاز وصف أن الرسول (كان خُلقه القرآن) -صلى الله عليه وسلم-، أيضا يعتبرون ممَّا ورد فيه من قصص الأنبياء والأمم السابقة.
-2مراد الاسم ؟
اختصَّ الله تعالى بهذا (الاسم) :
الكتاب الذي أنزله على النَّبيّ محمدٍ - عليه الصلاة والسلام - كما الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل.
كما وسُمِّي القرآن بذلك لأنه (جمع ثمرات وفوائد الكتب السماوية السابقة) .
-3ما معنى القرآن؟
لغةً
قول الإمام الشافعي وغيره :
إنَّ القرآن اسمٌ جامدٌ غير مشتقٍّ من جذرٍ لغويٍّ، وقالوا بأنه (قران) ؛ أي لفظٌ غير مهموز، وذهب اللحياني وغيره إلى أن مادة القرآن القراءة، وهو مشتق من الجذر اللغويّ قرأ، في حين ذهب الزجاج وغيره إلى القول بإن القرآن مشتق من القرء أي الجمع، فيُقال : قَرَأ الماء في الحوض أي جمع فيه.
اصطلاحاً
يُعرف القرآن الكريم في الاصطلاح بأنه : (كلام الله تعالى المُعجز، المُنزل على النَّبيّ محمدٍ - عليه الصلاة والسلام - ، الموحى به بواسطة المَلَك جبريل - عليه السلام - ، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المجموع بين دفَّتي المُصحف الشريف، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس).
4 - لماذا معجز؟
أما المراد بكون القرآن الكريم معجزاً فمفاده عجز العرب رغم فصاحتهم وبيانهم عن الإتيان بمثله، وتحدّي الله تعالى لهم عن الإتيان بسورة من مثل سوره أو حتى آيةٍ من مثل آياته، وهذا لأنهم اشتهروا باللغة وهي بضاعتهم، فكان القمين أن يأتي الإعجاز على الذي يحسنونه ليعتمد مبدأ الإعجاز.
فموسى - عليه السلام - كانت معجزته بمثل ما عُرف من قومه اشتهارهم بالسحر.. وعيسى ابن مريم - عليهما السلام - نزلت معجزته يبرئ الأكمه...الخ بقوم مهنتهم الطبّ .
5 - عدد السور؟
الجميع (114) سوره، هنّ في ثلاثين جزءاً ومقسّم إلى أحزاب - قيل عن الحزب ..أي الورد - تبلغ (60) حزبا مربعة إلى أرباع.
6 - تصنيف السور؟
اعلم بأن مسألة تصنيف سور القرآن الكريم إلى مكّيّة ومدنيّة تعدّ من المسائل الاجتهادية، حيث يُعتمد في تصنيفها على نقل السلف الصالح رحمهم الله، ولا تُعدّ من المسائل التّوقيفيّة عن الله - تعالى - .
كما وهنا ملحظ/ أنه ليست العبرة بمكان النزول ولكن العبرة بزمان النزول... والسور على قسمين..
الأول / السور المكيّة، وهي التي نزلت على النبيّ - عليه الصلاة والسلام - قبل الهجرة وعددها (82) .
وامتازت - السور المكية - بتناولها لقصص الأنبياء والأمم السابقة، وآيات العقيدة والإيمان، وكذلك تثبيت قلب النبيّ - عليه الصلاة والسلام - وحمله على الصبر على أذى المشركين وعنادهم.
والآخر / السور المدنية، وهي التي نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - بعد الهجرة وعددها (20) .
وامتازت بتناول مواضيع أحكام العبادات والمُعاملات والجهاد وما يتّصل به، والحديث عن المُنافقين وبيان أحوالهم ونحو ذلك.
فيما اختلف في 12 سورة..
فهذه الأرقام لعلها أدقّ الأقوال، وهي مما نقله عن الإمام أبي الحسن الحصّار في كتابه ( النّاسخ والمنسوخ).
7 - سور القرآن؟
تتفاوت من حيث الطول والقصر.. إذ تعد سورة البقرة أطول هذه السور التي يبلغ عدد آياتها مئتين وستٍّ وثمانين آيةً، وأقصرها سورة الكوثر بآياتها الثلاث (واعتبرت الأقصر من حيثُ قلَّة عدد كلماتها لا آياتها) .\
8 - آيات القرآن؟
يبلغ عدد آيات القرآن الكريم ستة آلافٍ ومئتين وستٍ وثلاثين (6236) آيةً موزعةً على سور القرآن الكريم، ومحفوظةً بين دفّتيه.
9 - بعض جلائل القرآن؟
أ) أعظم السورة (الفاتحة)
«لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد... إلى أن قال له : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته» .
ب) أعظم آية (الكرسي)
لاحتوائها واشتمالها على بيان توحيد الله وتمجيده وتعظيمه وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكل ما كان من الأذكار في تلك المعاني أبلغ كان في باب التدبر والتقرب به إلى الله أجل وأعظم، كما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم - : «يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟»، قال : قلت : الله ورسوله أعلم، قال : «يا أبا المنذر، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم؟»، قال : قلت : {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
ج ) أطولها «آية الدين»، من حيث عدد الكلمات والحروف، كما أنها أكبر آية في سورة البقرة، وهي رقم (282) . مطلعها قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه).
وأما ... أصغرها فهي : « طه».. (1) - ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى -.
د) سورة هي تعْدِلُ ثلثَ القرآنِ ...
ففي «صحيح البخاريِّ» منْ حديثِ أبي سعيدٍ أنَّ رجلاً سمعَ رجُلاً يقرأُ : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يُردِّدُها، فلمَّا أصبحَ جاءَ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرَ ذلكَ لهُ - وكأنّ الرجلَ يتقالُّها - فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - : «والذي نفسِي بيده إنَّها لتعدلُ ثُلُثَ القرآنِ «.
كما وبوَّب البخاري في «الصحيح» باب فضل (قل هو الله أحد) .....
- وهنا أختم بالدعاء النبويّ الجليل /
كان - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى الصبح حين يُسَلِّم يقول : (اللهم إني أسألك علْمًا نافعًا ورزقًا طيبًا، وعملاً مُتقبَّلاً) ابن ماجه.