عبدالواحد المشيقح
ليلة ليست ككل الليالي.. ومساء ليس ككل المساءات.. ليلة تعاونية تاريخية.. ومساء أنصفت فيه المُستديرة.. الفريق الأفضل.. والأمتع.. ليلة قال من خلالها نجوم التعاون الكلمة الفصل.. ووصلوا لقمة المجد.. ليلة قال فيها (ذئاب) الكُرة السعودية كلمتهم.. ونالوا كأساً غالية.. تسلّموها من يد قائد نهضة هذه البلاد.. من قبضة سلمان الحزم والعزم.. من يد خادم الحرمين الشريفين.. مُتوجين به عطاءاتهم الجميلة.. وتفوقهم الدائم.. وحضورهم المُشرّف.. طوال الموسم..!
الكأس التعاونية.. جاءت نتيجة طبيعية.. ونهاية مُتوقعة.. لفريق يفيض روعة.. وجمالاً.. وبهاءً.. ويرسم المُتعة في الأعين.. ويمنح كُل المُتابعين بهجة الجمال الكُروي.. فريق كسب احترام كافة الجماهير بمختلف ميولها.. وانتماءاتها.. بعطائه المُقنع.. وأسلوب أدائه المُمتع.. وجودة فنه.. التي كانت بجودة وطعم السكري..!
في نهائي الكأس لم (تُرهب) التعاون حداثة تجربته.. ولا خبرته القليلة في النهائيات.. ومع ذلك لعب التعاون بثقة الفريق (البطل) الواثق من نفسه.. وقُدراته.. المؤمن بإمكانياته العالية.. وأحقيته بالكسب.. وروح وتصميم لاعبيه.. وانعكست كُل تلك الأمور على عطاء الفريق طوال اللقاء.. وجاءت هيمنة التعاون على مدار الشوطين.. ليشرع بعدها الذئاب أبواب الفرح على مصاريعها.. لجماهيره الكبيرة.. وجماهير القصيم كُلها.. رغم أنه كان يُواجه فريقاً مُتمرساً.. وبطلاً.. وحاملاً للقب آخر نسخة من الكأس الغالية..!
التعاون.. انتصر للقاعدة الكُروية.. التي تقول بأن الفريق الأفضل.. والأكثر نجوماً.. ويؤدي برجولة.. وروح عالية.. هو الأقرب للكسب دائماً.. وعكس التعاونيون ما يُقال بأن البطولات حكراً على أندية مُعينة.. وأن البقية قدرها أن تعيش بعيداً عن الذهب ومنصات التتويج.. عكس التعاون تلك القاعدة.. وأثبت أن الكفاح.. والطموح.. والعراقة.. طريق مُضي نحو الذهب..!
جُهود جماعية.. أوصلت التعاون لما وصل إليه.. جُهود كبيرة قادته لاعتلاء المنصات.. عمل مُنظّم سار عليه التعاون طيلة السنوات الماضية.. جعل منه فريقاً مُبدعاً.. ومُتفوقاً.. وبطلاً.. ولذلك فإن بطولة التعاون الغالية.. جاءت بتضافر الجميع.. بطولة لا ترتبط بشخص مُعيّن.. فجميع من عمل بالتعاون حرص على توفير الأجواء الصحية المُستقرة للفريق.. والجميع كان ينظر للتعاون بعين (الحسد) على أوضاعه المثالية.. التي قادته إلى التفوق والإبداع..!
التعاون يحظى بمجلس تنفيذي مُكون من (العُمري الحميد التويجري) يُضرب بهم المثل في الحكمة باتخاذ القرارات.. وبدعمهم.. وجُهودهم.. وبذلهم.. ومجلس شرفي من نوع خاص.. يعمل للتعاون.. ويحضر من أجل التعاون فقط.. وإدارة شابة بقيادة محمد القاسم استطاعت بتخطيطها.. وعملها.. وذكائها.. ومنهجيتها المدروسة.. من تقديم فريق مبني على أساس صحيح.. وجهاز إداري مُكون من (البجادي الأبوعلي الهدلق) جميعها أسماء مؤهله وكفؤة.. ومُدرب نجح في توظيف لاعبيه.. وتحقيق أفضل النتائج.. بأسلوب مُمتع.. ولهذا تكامل تفوق التعاون.. فالعمل كان جماعياً.. والجهود كانت مُتضافرة.. والإنجاز يُحسب لكل تعاوني.. عمل.. وبذل.. وقدم.. لهذا الفريق المُتألق..!
نُهنئ التعاون بهذا الفريق المُبهج.. نُهنئه ببطولته التي كان أهلاً لها.. مبروك للتعاون ورجاله البطولة الكُبرى.. التي جعلت من التعاون فريقاً كبيراً.. وسفيراً لكرتنا في المحفل الآسيوي.. مبروك لأبطال التعاون.. مبروك لكافة أعضاء شرفه الفاعلين والداعمين.. الذين سيُخلدهم تاريخ التعاون.. هنيئاً للتعاونيين بفريقهم البطل.. وهنيئاً لنا جميعاً ميلاد بطل جديد.. مليء بالنجوم المُتميزين والموهوبين.. ومبروك مرة أخرى لكل التعاونيين.. مبروك لكل من عمل وتعب.. ليجد التعاون بطلاً مع الأبطال.. وكبيراً مع الكبار..!