محمود شومان
مع دخول شهر رمضان من كل عام تعود أزمة «استخدام مكبرات الصوت» الخارجية للمساجد أثناء صلاة التراويح مرة أخرى للظهور بين من يطالب بمنع أئمة المساجد من استخدمها تجنباً للضجيج الناتج عنها، وما تخلقه من أذى بالسكان الذين يسكنون على مقربة من المساجد بالأخص المناطق المكتظة بالسكان، وآخرين يدافعون عن استخدام المكبرات وأن المعترضين على استخدمها ليسوا إلا متصيدين للظهور في كل مناسبة.. وبالطبع هذا ليس صحيحاً، فمنهم من يسكن بجوار المساجد ويشعر بالمعاناة الحقيقة لمكبرات الصوت التي لا تنقطع طوال شهر الكريم.
في مصر لا أعتقد أن عاماً من الأعوام العشرة الأخيرة قد انقضى ولم نشهد هذه الأزمة تتصاعد قبل الشهر الكريم الذي هو مدعى للتسامح قبل الخلاف.. ففي العام الماضي.. حذرت وزارة الأوقاف من استخدام مكبرات الصوت الخارجية بالمساجد فى غير الأذان وخطبة الجمعة، والاقتصار فيما عدا ذلك على السماعات الداخلية، على أن يكون استخدام مكبر الصوت الخارجي أو الداخلي على قدر الحاجة دون أي مبالغة.. لكن القرار لم ينفذ على أرض الواقع وكأنه لم يكن.
في هذا العام ومع مجرد تردد الأنباء عن منع استخدام مكبرات الصوت، انتاب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الغضب أدت إلى تدخل وزارة الأوقاف لتعلن على لسان جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف أنه لا صحة لمنع مكبرات الصوت في رمضان، وأن الوزارة ترشد عملها فقط لمنع تداخل الأصوات بين المساجد».
وليس الأمر مقصوراً على مصر، ففي السعودية حث وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الأئمة والمؤذنين بالمساجد على عدم رفع الصوت، وأن يراعوا حق الجار في أن ينعم بالراحة وألا يصاب بأذى، حسبما أوصانا الرسول الكريم.
كل عام وأنتم بخير.. رمضان كريم.