د. صالح بكر الطيار
أقبل علينا شهر رمضان المبارك بطلته البهية التي تحمل كل معاني الرحمة والإخاء والسلام والعطاء والتكافل الاجتماعي. هلّ هلال الشهر الفضيل، ودخلنا في موسم الطاعات الذي يوزع البشائر بين أفراد المجتمع.. ففي شهر الصيام يشعر المسلم بمعاناة إخوانه ممن يفتقدون الأكل والشرب في الدول الفقيرة، أو تلك التي تعاني ويلات الحروب.. ويستشعر الإنسان في صيامه الجهاد في سبيل إتمام هذه الشعيرة العظيمة التي دلت على فضلها الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة..
صمتُ رمضان في سنوات طويلة في بلاد الغربة بحكم دراستي وأعمالي، ودائمًا ما أحنّ إلى الصيام وسط روحانية مسقط رأسي طيبة الطيبة حيث نتذكر الماضي الجميل، ونستشعر جمال الصيام في ثاني أطهر بقعة على وجه الأرض..
علينا أن نعي تلك البشائر التي يعدنا الله بها في رمضان من خلال الصيام والتقرب إلى الله بالطاعات من صلاة تراويح وقراءة قرآن وصدقة جارية وإحسان إلى الجار ونفع للناس، وإدخال السرور على المسلمين، ومساعدة المحتاج.. فرمضان ينمي فينا هذه الفضائل الكبيرة التي تثقل موازين العبد.. وهو شهر في العام، يجب أن تستغل كل لحظة فيه بالذكر والعمل الصالح؛ إذ تُفتح أبواب السماء، وتُصفد فيه الشياطين، وترتفع قيمة الأعمال الصالحة، وتتضاعف الحسنات.
إنها بشائر عظيمة، تعود بالخير العظيم على المسلم في نهاره وليله خلال هذا الشهر، وتملأ صفحات أعماله بالخيرات.. فكم نحن بحاجة إلى إعادة حساباتنا في هذا الشهر.
على كل مسلم أن يرصد أخطاءه، وأن يسارع في الخير، وأن يكثر من الصالحات حتى يكون رمضان انطلاقة نحو الإحسان لشهور أخرى في العام حتى ينطلق المسلم إلى ميادين الصلاح في كل عباداته وتعاملاته.
أتمنى أن نرى مبادرات الخير منتشرة بين المسلمين، وأن نشاهد الإحسان بكل صوره في التعاون والإغاثة بين أفراد المجتمع.. ويجب أن نعلِّم أجيالنا وأن نربيهم على أهمية الصيام، وفرصة الاستفادة منه في نشر محاسن الأخلاق، وفي إشاعة العمل الصالح حتى نكون مجتمعًا إسلاميًّا، يوظف أهداف الصيام بين الفرد والمجتمع وداخل محيط الأسرة.
رمضان مدرسة لتعليم القيم، والسير نحو السلام والصفاء والأخوَّة والتعاون..
وبهذه المناسبة يسرني أن أرفع إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي النبيل والأمتين العربية والإسلامية أسمى التهاني والتبريكات بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع باليُمن والبركات.