إبراهيم بن جلال فضلون
لا شك أن فكر الخوارج في تاريخنا الإسلامي هو النابلة التي ينفجر منها الإرهاب الإخواني بمفاسده التي اُبتلينا بها، إذ لم تعرف البشرية منظمات أو جماعات ضلالية الفكر ومُنحرفة العقيدة، إلا على أيديهم القاتلة كالقاعدة وداعش والتكفيريين، وحزب الله والحرس الثوري وغيرهم كثير قد وجد البيئة الحاضنة والشعبية له بعدد من الدول المُفلسة فكرياً؛ فلم تعد مُخططاتهم الآثمة ودسائسهم الخفية تتمركز في ساحات الصراع ومناطق النزاعات كجغرافيا الشرق الأوسط بأديانه ومذاهبه وأعراقه، لتتوالى بمناطق جديدة، تتسم بالأمن الطبيعي، ومجتمع ثقافتهُ التسامح والتعايش، لتهزه سلسلة من التفجيرات تعصف بدول خمس (سريلانكا وباكستان وأفغانستان والصومال والكونغو) خلال يومين بعد فاجعة العاصمة النيوزيلاندية، مع واقعة إجرامية فاشلة على مركز المباحث بمحافظة الزلفي السعودية! لنرى مدى التعاون المُنظم لإرهاب الخوارج بالخارج مع إرهاب الداخل، ليُربك دولاً ساءت سمعتها (طهران والدوحة وأنقرة) ومن حركوا معهم أدواتهم في كل مكان. إذ تمكنت أجهزتنا الأمنية بمملكتنا الآمنة من دحر عقول في البلادة تعيش في مستنقعات الجهل والبعد عن مكامن العلوم والحضارة، وتحيا بخسة وغدر وحقد وإجرام متأصل، والإسلام منهم براء بفكر مريض جعل منهم مطايا لشياطين الإخوان والحرس الثوري، غير أن عناية الله عز وجل ثم يقظة رجال الأمن حالت دون ذلك فخاب مسعاهم وباؤوا بخسران مبين وسَلِمَ الناس من شرورهم، وكأنهم في مرحلة هيستيريا النزع الأخير. والدليل هو تقرير معهد الاقتصاديات والسلام عن مؤشر الإرهاب العالمي 2018م، انخفاض الوفيات بنسبة 27 % مقارنةً بعام 2017، والوفيات من هجمات «داعش» بنسبة 52 %، ورغم هذا تبقى هذه المنظمات الضالة من أكثرها إرهابياً في العالم، كما سجل التقرير تحسُّن أوضاع 94 بلداً وهو أعلى معدل منذ عام 2004م مما يعكس زيادة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم، لتأتي المملكة العربية السعودية ضمن أكثر 30 دولة قد تأثَّرت بالأعمال الإرهابية، حيث جاء ترتيبها في المركز 29 بعد فرنسا، وقبل المملكة المتحدة، فالعالم كله يقف ضد الإرهاب ويسعى للقضاء على الإرهابيين، فكانت المملكة سباقة منذ عام 2005م إلى استضافة أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في الرياض، ودعت المجتمع الدولي لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وفي عام 2006م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتدة -بتوافق الآراء- إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وفي عام 2011م أنشئ مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب ودعم الدول الأعضاء في تنفيذ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.. ليستحق تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وأول جيش في العالم، خطوة قطعت نصف المسافة للقضاء على جذور الإرهاب العالمي.
وقفة: إن الإرهاب ومقدراته بل وطاقاته الفكرية دولاً أو جيوش دول لا تُرعب الإسلام فلن يُشاد الدين أحداً إلا غلبه... مؤكدين ببتر أيديهم في بلاد الحرمين الشريفين معتمدين على الله -عز وجل-، ودعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -يحفظهما الله- وتعاون المجتمع المحلي والدولي مع أجهزتنا الأمنية.