عمر إبراهيم الرشيد
يحدث أن يهل علي موعد إرسال مقالي هذا إلى إدارة التحرير فأحار عم ّ أكتب، ثم تتسلل إلى خاطري فكرة المقال على حين غرة من تفكيري، ولعلها من مباهج الكتابة وسحرها الغامض. أقول ها هو الموسم الأعظم قد هل هلاله، ومعه ابتدأت إجازة أبنائنا المدرسية وابتدأ تغير نظام الوقت وتبدل الليل إلى نهار والعكس. إنما لا يخفى عليكم أن لأجواء هذا الشهر الفضيل تأثيراً في الفكر والنفس لا يمحى، في ليله الذي يشهد دبيب الحركة والنشاط بعد العشاء، من زيارات وتسوق واستراحات وغيرها. فهل سيشهد رمضان بدءاً من هذا العام تغيراً في رزنامة البرامج الثقافية والاجتماعية والترفيه البريء لتتناسب مع هذا الشهر الفضيل؟، هذا ما أتوقعه إنما بأمل أن يطغى الجانب الروحي على ما سواه، تأكيداً لحكمة ومكانة هذه المدرسة الروحية والنفسية السنوية، رمضان العظيم.
أما من جانب المنزل والأسرة، نواة المجتمع، فنعلم أنه يندر من سلم من شهب ونوازل هذه الثورة الرقمية من رب أو ربة أسرة أو شاب أو فتاة، وفي رأيي أن التأثير والإقناع للأبناء والبنات يأتي بالقدوة والمثال أكثر من الحديث والنصح المباشر. في تطور فاجأني أتاني أكبر أبنائي مؤخراً وأنا أقرأ كتاباً قائلاً لي بأنه سوف يبدأ بالقراءة واختيار ما يروق له من مكتبتي المنزلية، سررت لتوجهه وقناعته بأهمية وتأثير القراءة على حياتنا بشكل عام. وهل هناك أجمل وأجدى من القراءة لشغل وقت الفراغ، والقرآن الكريم أعظم الكتب وإن قصر بعضنا في دوام قراءته على مدار العام فلا أعظم من هذا الشهر لقراءته وتدبر آياته العظام. على أن إتقان هواية تثري النفس والعقل أيا كانت، أو القيام بعمل يفيد البيت وأهله، حتى سقاية أشجار الحديقة وهي بالمناسبة لها تأثير نفسي وبدني وطاقة إيجابية عظيمة، إلى جانب الرياضة الخفيفة، كل هذه الأنشطة يحسن بنا تشجيع الأبناء والبنات على أن يرونا نمارس بعضها حتى نكون صادقين في نصحنا. وبهذا نتصدى لتغول هذه الأجهزة والهواتف ونحد من توحشها وتحكمها بعقول وقلوب أبنائنا، تقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم وإلى اللقاء.