سعد بن عبدالقادر القويعي
كان لتنفيذ الأحكام القضائية -حدًا وتعزيرًا- ضمن تشكيلة الـ 37 إرهابيًّا، والذين قتلوا في ست مناطق مختلفة، بحق من ثبت عليهم شرعًا الجرائم المنسوبة إليهم من تبنيهم للفكر الإرهابي المتطرف حديث الساعة؛ باعتبار أن الفكر الإرهابي الناقم يميل حامله إلى الانتحار وسط ضحاياه تحت مسميات، ودعاوى شيطانية منافية للفطرة السليمة، وخارجة عن نطاق العقول السوية، بينما الإرهابي هو أداة أكثر منها فكرًا؛ لكنه -في نهاية المطاف- يسيئ إلى الإسلام، ويرسم صورة مجحفة له، لا تمت بصلة لقيمه النبيلة، وتعاليمه السمحة -من ناحية-، كما أنه يهدد الأمن، والاستقرار، والسلم في المجتمعات -من ناحية أخرى-.
أتاحت إمكانية الفكر الإرهابي، والتطرفي على تقديم الأدلة لمناصريه؛ بتبرير أفعال القتل، والتفجير، وغيرهما من الممارسات الإجرامية، وانتشار أفكاره على الجوانب الفكرية، والإيديولوجية؛ بقصد الترويج للمفاهيم الخاصة به؛ مما جعلته قائمًا على إيديولوجيا متشددة، تجعل الاتجاه الفكري المختار فوق أي اعتبار آخر. ومع أن تجفيف ينابيعه الخارجية غير كاف -وحده-، فإن العمل على تجفيف مصادر الإرهاب التكفيري، وأربابه، وفضح أدواته، يبدأ من تطهير رواسبه التي علقت بهذه الفئة الضالة.
جملة القول: إن خارطة إيديولوجيا الإرهاب لا وطن لمنابعه، ولا جغرافية لدبيبه، وتحركاته، -ولذا- فقد أضحى مفهوم القضاء على التطرف بديلا موضوعيا لمفهوم استباق الفعل الإرهابي، وهو ما ستكفله الأحكام الصادرة -بإذن الله-؛ لردع كل من يحاول العبث بأمن هذه البلاد، وترويع شعبها؛ كون الإسلام دين ينبذ كل أشكال الإرهاب؛ وحتى تكون أولويتنا الملحة -اليوم-، هو تحصين عقول الشباب ضد أي نوع من أنواع الانحراف، والتطرف؛ من أجل تحقيق الأمن الفكري، والذي يعد حماية للثوابت الوطنية، والعمل على الدفاع عنها.