«أرسلنا له - حكام المباراة - الـCV كاملا عن المباريات واللقاءات التي صارت بين الفريقين، كل ما يمكن أن يطلع عليه حكم لمباراة، اللاعبون الأكثر شهرة، اللاعبون الأكثر تميزا، عدد اللاعبين المحترفين، درجة الحرارة، أرضية الملعب، كلها حصل عليها قبل أن يصل البلد.. من القراءة المسبقة للمباراة، يعرف من عنده داخل الملعب، حتى يستطيع أن يعرف حقيقة كيف يدير هذه المباراة، اللاعبون المعروفون، لهم تأثير في إدارة المباراة، يحتاج إلى أن يعرف اللي عنده بطاقات في الملعب، غير أنه يحتاج إلى أن يحافظ على اللاعبين الأكثر شهرة، الأكثر تأثيرا في نتائج المباراة، يحتاج إلى أن يعرف أن هذا اللاعب سيصبح هو اللاعب المستهدف أثناء المباراة... الخ».
للأسف أن يكون النص السابق هو تصريح رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم خليل جلال قبل المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، فهذا التصريح يتنافى تماماً مع ميزة الاستعانة بالحكم الأجنبي، ويتنافي تماما مع مبادئ الحياد التي تتطلب أن يدخل الحكم إلى الملعب بدون أي تصورات مسبقة، وبدون أي اثار سابقة، وبدون أن يضع في ذهنه أشياء تؤثر على أدائه التحكيمي، كما أنه يتنافي مع قوانين كرة القدم ويؤكد ما كان يتردد طوال الفترة السابقة من وجود محاولات للتأثير على حكام كرة القدم داخل الملعب وفي غرفة الفار!!
يمكن أن نفهم أن يعرف حكم قادم من بلاد بعيدة نوعية عشب الملعب حتى يحضر الحذاء المناسب، ونفهم أن يعرف درجة الحرارة المتوقعة وقت المباراة حتى يختار الملابس المناسبة، ونعرف أن يعرف أهمية المناسبة وقيمتها وأسماء الفرق المتقابلة، لكن حكما جاء ليطبق القانون فقط وبطريقة (1+ 1 = 2) ما حاجته إلى معرفة بطاقات اللاعبين والأكثر شهرة بينهم وعدد المحترفين منهم، وما حاجته بمعرفة اللاعب الذي سيصبح مستهدفاً أثناء المباراة، ولماذا يعرف من هو الأكثر تأثيراً داخل الملعب.. ثم من يحدد هؤلاء؟ هل هي لجنة الحكام أم أن لديها خبيرا فنيا (سريا) هو من يقوم بذلك؟؟
المطلوب من الحكم أن يطبق القانون بحذافيره دون النظر إلى أي جوانب، هل نتوقع مثلاً أن يحتسب خطأ لمصلحة لاعب لأن اللجنة قالت انه مؤثر، وسيتجاهل احتساب خطأ صريح للاعب لأن من قال له إن هذا اللاعب يمثل أحياناً؟
هل نتوقع أن حكما محترفا يحترم مهنته والقانون الذي يطبقه سيستمع لمثل هذه التوصيات الغريبة؟ وما بال حكم يستمع لمثل هذه التوجيهات الغريبة، ثم يفسرها بطريقة تحدث ضرراً على أي من طرفي اللقاء؟
ويبقى سؤال مهم: هل يوجد في أنظمة وقوانين ومواثيق الفيفا مثل هذا الإجراء الذي صرح به جلال؟؟ وهل تم إخطاره شخصياً بمثل ذلك في أي من المباريات الدولية التي شارك بها خارج المملكة؟
السؤال الأخير: هل يبتعد خليل ويترك المنصب لمن هو أكفأ منه إذا ثبت أن الإجراء الذي اعترف به مخالف لأنظمة فيفا ومبادئ الحياد.. وهل نستمع لتعليق من اتحاد الكرة المكلف على هذا التصريح الذي يوشك أن يكون تصريح الموسم بلا جدال، إذ لم يتوقعه أحد ولم يتخيل ما قاله جلال أحد.