ميسون أبو بكر
كنا نتوق بشوق للقاء الأمير الشاب أمير نجران بالنيابة تركي بن هذلول بن عبدالعزيز الذي يسَّر مهمة الوفد الصحفي بتفاصيلها لزيارة الحد الجنوبي، والالتقاء بأبطاله. الأمير الذي يحمل رؤية عميقة حمَّلنا رسالة سامية، سأظل أتذكرها في مشواري الصحفي. لقد زف إلينا انتصارات كبيرة لرجال الأمن البواسل المرابطين على الحد الجنوبي دفاعًا عن بلاد الحرمين الشريفين، وحفاظًا على مقدساته ومقدراته الوطنية. وكإعلامية، مضيت في مشواري الإعلامي أحمل ميثاق شرف إعلامي على منابر عالمية، نصبت نفسي فيها لخدمة بلاد الحرمين، فإني أقدر كثيرًا إشارة سموه إلى أهمية الدور المناط بالوسائل الإعلامية والقائمين عليها في نقل الحقائق من مصدرها الرسمي، كما التصدي للحملات الإعلامية المغرضة التي تهدف إلى الإساءة للوطن، والنيل منه.
حملتُ والأصدقاء قلوبنا على أكفنا، ومضينا إلى الشرفاء الأبطال من جنود هذا الوطن؛ لننقل الصورة والكلمة من مصدرها قدوة بما وجهنا به الأمير تركي ببن هذلول. ويا لفخر ما رأينا بأم أعيننا.
لم يكن الطريق وعرًا وطويلاً والجو مغبرًا فحسب، بل كانت أنفاسنا تتسارع كلما قطعنا شوطًا للوصول للأماكن التي أعدّنا حرس الحدود لزيارتها؛ لنقابل أبطال الحد الجنوبي، ونطلع على المعدات والآلات الحربية والإمكانيات المتقدمة.
كان لنا شرف لقاء بعض أبطال الحد الذين كانت هممهم عالية، وإيمانهم كبيرًا بالله، وحبهم للوطن هو الدافع للصمود والانتصار في أرض المعركة، في معركة عادلة مع عدو يتربص ببلاد الحرمين، تغذيه بالسلاح إيران صاحبة الحلم القديم بإعادة إمبراطورية الفرس، والاستيلاء على الخليج، التي تعيث بالأرض فسادًا، وتحرّك أذنابها في المنطقة لتنفيذ خططها الشيطانية.
أبطال حرس الحدود منذ لحظة استقبالهم إلى مرافقتهم على الحد كانوا يطلعوننا على كمائن يترصدون من خلالها العدو ومهربي المخدرات الذين يستميتون لإدخال المخدرات بأصنافها المختلفة للإطاحة بشبابنا.. إنه جهد عظيم، وامتنان كبير، شعرنا به تجاههم؛ فهم يقومون بواجبهم على الوجه الأكمل بالتنسيق مع القوات المسلحة والحرس الوطني وبقية القطاعات الأمنية. وراودتني الأبيات الآتية حين لقائهم:
صامت لو تكلما
لفظ النار والدما
روحه فوق راحته
يده تسبق الفم
والجدير أن أشير إليه هو الأمن والأمان في منطقة نجران التي يعيش أهلها حياتهم الطبيعية، وعشناها معهم في الأيام التي مضيناها على أرضهم؛ فقد احتفت نجران أي احتفال بفريق الإعلاميين الزائر للحد الجنوبي؛ إذ استقبلنا مساعد الأمين للخدمات في نجران فرج آل منصور الذي أطلعنا على مشاريع المنطقة المستقبلية. وقد أدهشتني المعلومة التي ذكرها عن صخور الجرانيت النجرانية التي تغطي جادة الشانزلزيه في باريس، وتعد من أفضل أنواع الجرانيت في العالم، ثم عن مشروع السد في نجران، ثم خبر افتتاح المركز الحضاري الذي يتسع مسرحه لـ2000 شخص، ومشاريع أخرى.
لم نقاوم دعوة زيارة الأخدود، وشرح الرجل الذي التقيته في إحدى حلقاتي التلفزيونية قبل ثماني سنوات الأستاذ صالح المريح من هيئة السياحة والآثار في المكان الأثري ذاته، الذي يُعتبر معلمًا أثريًّا عالميًّا.
لن ننسى الجلسة الشعرية والحديث عن تاريخ هذه الأرض وشعرائها تحت سقف ديوانية الشاعر سعد المعزي العنزي، الذي استضافنا مع جمع من شعراء ومثقفي المنطقة. حضرت في أحاديثهم قوافل من شعراء، خلدهم تاريخ هذه الأرض الطيبة.
لنجران التحية، ولأبطالنا السمو والمجد، ولرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه تحايا القلب والدعاء بالنصر.