رمضان جريدي العنزي
بعض (السنابيين) أطروحاتهم غير هادفة، ورسائلهم غير جليلة، ولديهم قدرة عجيبة في اللغو والبهت، وعندهم عجز بائن في المعنى والمبتغى والمراد، إنهم يريدون أن يبنوا مجدا على حساب الآخرين، من خلال الطرح الباهت، والتنظير القاصر، والعرض المعتم، والكثير من الغث السمين، كم هائل من الطرح لا فائدة منه، سوى ضياع الوقت والضحك و»التميلح» والكركرة والكلام الممجوج، يبحثون عن الشهرة بأي شكل من الأشكال، وبأي حال من الأحوال، هدفهم ربحي بحت، وليس توعويا، الكثير منهم غير متعلم، ولا عنده معرفة، ولا يعرف حتى الحد الأدنى من الثقافة، ولا يميز بين شكل الهمزة والشدة والسكون والتنوين، ولا يفقه حروف الجر والنصب والجزم، ولا قواعد اللغة، ولا أبجديات التحدث، ولا أخلاقيات المهنة الإعلامية، ولا يجيد غير الثرثرة والسماجة والمشاغبة، ولا يعي رسالته بشكل علمي دقيق، سوى التنفيس عن مخزون نفسي متكلس، إن المتابع للكم الهائل من أطروحات هؤلاء البعض من السنابيين لا يجد فيه غير الضحالة والإساءة والانحدار، وقصور الفكرة، وهدم الأخلاق والقيم، والمحصلة فظيعة مروعة بكل المعايير، إن الضمير الحي يهتز بقوة غضبا لما آل إليه هؤلاء، إن حماقة هؤلاء البعض من السنابيين، تعدى بعضها حد المنطق والتصديق والمعقول، حتى أصبح ضربا من الجنون، إن الناس بدأت تعاني من أعمال هؤلاء، طرحهم وعبثهم واستهتارهم بالمبادئ والأخلاق والقيم، لقد ابتلي الناس بهم، وبأعمالهم البائسة التي تفتقر للفكرة الناضجة، والحكمة الملهمة، والعطاء الجميل، والرسالة الهادفة، لقد أحب هؤلاء المال حتى استهواهم كسبه من غير تقنين ولا تمحيص، فقط يريدون تحقيق ما يريدون، علواً واستكباراً، وحيث أنهم لا يعرفون سقفاً للتوازن والاعتدال يقفون عنده، فإن عندهم من الرغائب المحمومة، والشهوات اللاهبة، ما الله به عليم، ثم إنهم ولنرجسيتهم العالية يرغبون في فعل ما يعجبهم فقط، ولا يهمهم رأي الآخرين وموقفهم، وهذا أبشع أنواع الأعمال والأفعال، إن هؤلاء البعض من السنابيين مفلسون بالكامل، انحدروا إلى سفوح الجشع والطمع، والبحث عن شهرة كاذبة، وهم إلى جانب ذلك كله، أسهموا في تجهيل الناس خداعهم وغشهم، وباؤوا بالإثم المبين، لقد جاؤوا بنتيجة غير طبيعية كلها خواء روحي، وقصور ثقافي، وتدنٍ علمي، لقد أظلم القلب عندهم، وانطفأت مصابيح الضمير، وأخذوا يرتطمون بكل أنواع العظائم والصغائر، ويقعون بالمطبات، ويسيرونبالمنعرجات والمنحدرات، ولا شيء عندهم ينفعون به الناس، إننا من هنا نطالب هؤلاء بالكف عن هذا اللعب والعبث، وأن يعيشوا الحقيقة والواقع، وأن لا يجنحوا لبهت القول، وأباطيل العمل، وأن يبتعدوا عن الغش والتدليس، والخديعة والضغينة، والغيبة والنميمة، والمكيدة والدسيسة، وينحوا بعيداً عن الأفكار الطائشة، ونزعات الشر، واعوجاج السليقة، ومسخ المفاهيم، والتلاعب بالثوابت والمسلمات، فلا تهميش لأحد، ولا إقصاء لشريحة، ولا انحياز لشخص أو فئة، أو لدعاية مغرضة، وأن يلتزموا بتعاليم الدين، ومبادئ الأخلاق، وأن يعيشوا النقاء والصفاء والطهارة، والتقيد التام بالقوانين المرسومة في هذا الشأن، من دون لف أو دوران، أو أي اختراق على الإطلاق.