حمد بن عبدالله القاضي
قُدِّر لي خلال الفترة الماضية أن أمرَّ وأسافر عن طريق عدد من مطاراتنا وتكونت لديّ صورة عن هذه المطارات، ما بين مطارات متطوِّرة جميلة وما بين مطارات لا ترقى للمستوى المأمول ومطارات تحتاج لتطوير عاجل.
* * *
مطار الملك خالد و«الحلو ما يكمل»
بدأتها بهذا المطار حيث كان أول مطار: ومن صالته الخامسة التي هي قمَّة بالروعة بكل شيء، لكن «الحلو ما يكمل» فلا زال الإزعاج موجوداً باستخدام «الحافلات» للذهاب بالطائرة والعودة بعدد من البوابات بما فيه من مشقَّة وتأخير، واستغرب ذلك فهي صالة حديثة فلماذا لم تُبن بوابات كافية بجسور ممتدة للصالة فيستريح المسافر.
والنقطة الثانية التي نقلها عدد من المسافرين هي سعر»عربيات نقل العفش» فالعربية بـ25 ريالاً وأكثر مع العامل والمسافة قصيرة جدًا فما بين الصالة والبوابات الخارجية ربما لا تتجاوز 80 مترًا.
* * *
مطار الملك عبدالعزيز بجدة وحلم الافتتاح المنتظر!
مطار جدة القديم «كثَّر خيره» فمنذ أكثر من نصف قرن وهو يخدم مئات الملايين من الناس من مواطنين وحجَّاج ومعتمرين وكان يُفترض أن يُحال للتقاعد منذ سنين ولكن البديل «المطار الجديد» أصبح الانتقال إليه مواعيد لا تُنَفَّذ فكل فترة يتم النشر عن قُرب الانتقال للمطار الجديد ولم يتم حتى الآن سوى رحلات محدودة «بالقطَّارة».
* * *
مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة
هذا المطار أنموذج نتمنَّى أن تكون كل مطاراتنا مثله، ذلك أنك تود أن تسكُن فيه من جماله وتطوره وخدماته وتستاهل مدينة المصطفى عليه السلام، وهنا لا أملك إلا توجيه تحية لهيئة الطيران المدني على هذا مستوى وتطور هذا المطار، فضلاً عن الخدمات الراقية التي تُقدِّمها إدارة المطار.
* * *
مطار الأمير نايف بالقصيم الأثري
هذا المطار يماثل عمر مطار جديد «نصف قرن» وفِي العقود الأخيرة يشهد حركة نقل كبيرة تضاعفت عشرات المرات داخليًا ودوليًا فهو بمنطقة متطورة كبيرة زراعيًا وصناعيًا وسياحيًا، فضلاً عن الأعداد الكبيرة التي تسكن المنطقة والأعداد التي تزوره وكثرة الرحلات الدولية التي تنطلق منه، لكن المطار أثري «على أطمام المرحوم» لم يتغيَّر فيه شيء منذ إنشائه إلا أموراً طفيفة ولا تزال مشكلات الزحام ونقص وضعف الخدمات تطلّ برأسها أمام كل مسافر.
قبل نحو سنتين كان توقيع وزير النقل لتطوير وتوسعة هذا المطار ومطارات أخرى معه، لكن حتى الآن لم ير»المسافر» طوبة واحدة وُضِعت بمشروع التطوير.
* * *
وأخيراً: مطار أبها البهية
هذا المطار الذي يقع بمنطقة كبيرة ويخدم منطقة عسير ذات الكثافة السكانية العالية، فضلاً عن كونها وجهة سياحية جاذبة، لكن مطارها لا يتواكب مع أعداد ومستخدمي مطارها من مواطنين ومصطافين ، والمشروع التطويري رأيته العام الماضي ولكنه يسير ببطء شديد منذ فترة طويلة.
* * *
وبعد:
أعرف أن هيئة الطيران المدني حريصة على تطوير مطاراتنا لتهيئة أرقى المطارات وتوفير أيسر الخدمات للمسافرين، فضلاً عن أن المطارات واجهة لبلادنا أمام زوَّارها وضيوفها.. لكن نريد أن تحقق طموحنا إلى واقع جميل نراه.
فهل لدى الهيئة حراك جديد لاستكمال ما تم البدء بتطويره، والبدء العاجل بتطوير المطارات المهمة الأخرى التي تنتظر التطوير تمامًا كما نحن ينتظر المسافر إقلاع طائرته ولكن طال الانتظار!