من أهم المواعظ وأعظمها وأكثرها تأثيراً على الإنسان قول رسولنا الكريم (لا تغضب)، كم نفس قتلت بسبب الغضب, وكم تفارق الأقارب والأصدقاء بسبب الغضب. تستطيع العاصفة أن تدمر سفينة لكنها لا تستطيع أن تحل عقدة خيط بسيطة، هكذا هو الغضب يدمر لكنه لا يقدم حلولاً بل يجلب البغضاء ويزرع الأحقاد وينشر الكراهية بين الناس، وقد يؤدي إلى قطيعة دائمة.
الغضب ينبغي أن لا يؤثر على القرارات أو التصرفات أو العلاقات، فالغضب الشديد قد ينهي العلاقة الزوجية ويتسبب في فقد عزيز ويؤدي لتوتر العلاقات بين الآباء والأبناء، فالناس يتقون من بهذه الصفة وغالباً لا يبدون له ما يكنون. التجاهل وقت الغضب ذكاء، والقوة أن تحتفظ بهدوئك في لحظة الغضب, وفي الحديث (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه وقت الغضب).
الجهد المبذول في السيطرة على الغضب أسهل بكثير من جهد الاعتذار في المستقبل ومحاولة تعديل الأوضاع وآثار ما تسبب فيه الغضب بين الطرفين, وللسيطرة عليه يحتاج المرء ليس للهدوء فقط بل أن يفجر طاقة الهدوء وأن يبدع في ضبط النفس والتحكم في رد الفعل.
يذكر الدكتور خالد النمر: أن نوبات الغضب الشديد التي يفقد فيها الشخص السيطرة على نفسه فيؤذي من حوله تزيد من مخاطر الإصابة بجلطة 4x خلال أول ساعتين بعد ثوران بركان الغضب، لذلك احرص على عدم تصاعد الغضب واعمل على تهدئة نفسك وقيادة ذاتك نحو السكينة والهدوء.
في حالة الغضب ابتعد عن النقاش ولا تحاور ولا تتخذ قراراً ولا تعطي وعداً، وتجنب التعامل مع المشكلة وأنت في هذه الحالة، فالغضب يمنع التفكير العقلاني. الاستعاذة من الشيطان خير في حالة الغضب، لأن الغضب شعلة من النار والشيطان خلق منها، والاستعاذة منه تطفئ هذه الشعلة.