محمد سليمان العنقري
نجاح تسويق أي منتج أو خدمة يعتمد على قناعة المستهلك وما ينفقه من مال على هذه المنتجات والخدمات ولذلك فإن نظريات وقواعد التسويق باتت تركز على المستهلك ومشاركته بتطوير المنتج والخدمة كأخذ رأيه من خلال مبدأ استكشاف رضا العميل أو ماذا يمكن أن تصنع بما نقدمه لك فالأساليب التقليدية بالتسويق التي ركزت بشكل أساسي على مواصفات ما تنتجه المنشآت لم تعد كافية فما تقدمه له يجده عند غيرك ولذلك بات المستهلك ركيزة النجاح والشريك الأول به.
فمنذ خمسة عقود غير رئيس شركة بيبسي كولا قواعد التسويق بأن انتقل للمستهلك وركز عليه في دعم منتجه وأنقذ في حينها الشركة من الإفلاس وفي وقت قريب اتبعت أبل منهجية مبتكرة في تسويق منتج الأيبود حيث وضعت شعاراً «أصنع أغنيتك بنفسك» مما حول المستهلك لمسوق لمنتجاتها لأنه أصبح يجد فيها ما يمكنه عمله بأكثر من الاستخدام التقليدي، فالمستهلك قوة هائلة تدعم الاقتصاد ففي أمريكا يعتمد اقتصادها بنحو 70 في المائة من نشاطه على المستهلك وهو ما يعد من أهم العوامل التي جعلت منها الدولة الأقوى اقتصادياً بالعالم بينما يمثل دور المستهلك بالاقتصاد الثاني عالمياً الصين نحو 30 في المائة وهو ما يعد نقطة ضعف كبيرة ترهن اقتصادها للتصدير ولإمكانية محاربة الدول لها تجارياً كما تفعل أمريكا حالياً
فالاهتمام بالمستهلك ورضاه ودوره في تسويق المنتجات والخدمات يعد هو بوصلة النجاح لما تقدمه أي منشأة فرضاه يعد غاية أساسية بحملات التسويق والمفاضلة بين المنتجات المتشابهة، ولذلك تجد حتى الكثير من دول العالم تنظر لدور المستهلك على أنه المحرك الأساسي للاقتصاد فتقوم بدعمه بوسائل عديدة لتعزيز قوته الشرائية وكذلك أنشأت مؤسسات حكومية لرفع جودة المنتجات والخدمات وتعزيز الثقة بما يتم طرحه بالأسواق للحفاظ على ثقة المستهلك ودوره بنمو الناتج المحلي.
تتطور أساليب التسويق كل يوم لكنها لا تخرج عن تفعيل دور المستهلك في زيادة الطلب على المنتجات وانتشارها لأي منشأة وتركز العديد من الاقتصادات المتقدمة على نشر مؤشرات تبين ثقة المستهلك التي تغيرها يكون له أثر كبير بنمو الاستثمارات أو تراجعها فجود السوق ولا جود البضاعة قاعدة ذهبية تقوم أساساً على دور المستهلك بتنشيط السوق من عدمه.