«الجزيرة» - الرياضة:
وبطولة ثالثة تضيع من الهلال في ظرف إحدى عشر يوماً، ولم يكن أي هلالي (فاهم) فنياً يتوقع غير ذلك، فالفريق الذي قدم بداية لافتة للموسم وتصدر طويلاً رغم أنه كان يلعب في غياب عدد من لاعبيه المحليين والأجانب، لكن الروح كانت حاضرة، والقيادة الفنية الكفؤة كانت موجودة ..!!
فجأة يلغى عقد المدرب خيسوس رغم أن الفريق كان في حال ممتازة، وكان يسجل في كل مباراة، ويمتع الجميع، ويستلم زوران الراية الفنية، فيبدأ الفريق بالتراجع فنياً ويبدأ نزيف النقاط، ويبدو الفريق الذي كان الأفضل في أسوأ حالاته منذ مواسم.
الدوري لم يضع من الهلال في مباراة التعاون، الدوري ضاع منذ التعادل مع الوحدة ثم أحد، وجاءت الخسارة من المنافس المباشر على اللقب النصر لتؤكد أن الفريق لن يذهب بعيداً، حتى والمنافس يتعثر أمام الاتحاد ويعود الهلال للصدارة، كان معظم الهلاليين عاجزاً عن إقناع نفسه بأن فريقه سيغتنم الفرصة ويحافظ على اللقب !!
بعيداً عن كل الظروف: لنتخيل أن الهجوم الهلالي لم يستطع أن يسجل في مباراتين متتاليتين أمام التعاون، وأنه عجز أن يسجل في مباراتين متتاليتين أمام الوحدة وأحد !! وأن دفاع الفريق الذي يريد أن يحقق اللقب كان يستقبل الأهداف بكل سهولة.
في جميع فريق الدوري يصنع اللاعبون الأجانب الفارق، وفي الهلال أصبحت أخطاء لاعبيه الأجانب سمة بارزة، وأصبح مردودهم الفني أقل بكثير عن المتوقع، فالحبسي نقطة ضعف في المرمى عندما يشارك، وديجينك قدم نفسه في أول حضور ثم توارى تماما، وإدواردو عالة على الفريق طوال الموسم، وبوتيا يقدم مباراة ممتازة ثم يقع في أخطاء غريبة تكلف كثيرا، وجوفينكو يحاول لكن طريقته ربما لم تناسب الفريق، وسوريانو أقل بكثير من اللعب مع فريق بحجم الهلال، وأكثر كاريلو الغياب، فيما كان جوميز لافتا في البداية ثم تراجع مستواه بعد فقد الإمداد المناسب من خط الوسط.. أضعف خطوط الهلال هذا الموسم.
السؤال الآن من السبب فيما حدث للفريق ؟
أعتقد أن الفريق وقع ضحية أخطاء متراكمة من البداية، وهو إن استطاع تجاوزها في البداية، إلا أن آثارها لم تلبث أن تظهر في وقت يصعب فيه إيجاد الحلول، مثل قرار استمرار الحبسي وريفاس، ثم جاءت إدارة الهلال الجديدة لتقع في جملة أخطاء وخيارات كلفت الفريق الكثير، ولعل في مقدمتها عدم التغيير الفعلي في قائمة اللاعبين الأجانب والتعاقد مع لاعبين كبار في السن (جوفينكو وسوريانو) اللذين لم يكونا في النهاية قادرين على مساهمة فعالة، وليفقد الفريق حقه من اللاعبين الأجانب، الذين تواجد بعضهم في الدكة أكثر من تواجده في الملعب.
الهلال دفع ثمن أخطاء إدارته لم تستطع التعامل معه كما يجب داخل الملعب وخارجه، ولعل أبرز الأخطاء هو الإصرار على استمرار زوران الذي أفقد الفريق كل شيء، ثم إلغاء عقده في وقت لم يكن فيه للقرار أي فائدة، فقد وصل الفريق لدرجة من الضعف لا تنفع معها أي محاولات لخلق صدمة تفيقه وتنعش قواه، لذا ظهر الهلال مع مدربه المؤقت بنفس ما كان عليه منذ مباراة الوحدة.. فريق لا يعرف ماذا يريد، لا يدافع جيدا ولا يهاجم ولا يصنع أي شيء .. !!
أحيانا تكون الخسارة جيدة من أجل إظهار الأخطاء والتنبيه على مكامن الخلل، وخسائر الهلال جاءت ثلاثاً في أقل من أسبوعين، في إشارة لمدى الضعف الذي وصل له الفريق الذي كان مرشحاً لكل شيء قبل أن يفقد في النهاية كل شيء.