عبدالله العمري
بغض النظر عن جملة الأخطاء الكوارثية التي ارتكبها رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل بحق ناديه وجماهيره العريضة التي لم تتوقع أن تشاهد زعيمها في هذه الحال المزرية من السوء والضعف الفني، علاوة على غياب تام لروح لاعبيه وقتاليتهم المعروفة عنهم.. وبعيدًا عما ارتكبه مدرب الفريق المقال زوران من شنائع فنية، لا يمكن أن يفعلها مدربو الخصوم بالهلال؛ فقد مارس عبثًا فنيًّا فاضحًا، قضى فيه على كل ما هو جميل بالهلال؛ وقرار إقالته تأخر كثيرًا.. فإن لاعبي الهلال تقع عليهم مسؤولية كبيرة جدًّا بضرورة انتشال فريقهم من كبوته الحالية بعيدًا عن جملة الأخطاء الفنية والإدارية التي تحيط بالفريق الكروي بناديهم، وعليهم أن يقاتلوا فيما تبقى من مباريات الدوري؛ لكي يظفروا بلقب الدوري الذي تنظر له الجماهير الهلالية على أنه هو اللقب الأهم لهم هذا الموسم بسبب التنافس الكبير جدًّا والشرس مع منافسهم التقليدي النصر.
الجماهير الهلالية لم تقصر أبدًا مع فريقها في هذا الموسم، وكان لها حضور قوي وفاعل في كثير من المباريات التي خاضها زعيمها في الكثير من المنافسات التي شارك فيها، إلا أن عطاء وأداء لاعبيها خذلاها كثيرًا، ولم يكونوا في الموعد أبدًا.. ولعل كابوس خماسية مباراة التعاون الأخيرة في نصف نهائي كأس الملك خير دليل على الأداء الضعيف الذي يقدمه لاعبو الهلال. من الطبيعي جدًّا أن تخسر؛ فلا يوجد فريق في العالم لا يخسر مباراة في كرة القدم، لكن من المعيب جدًّا أن تخسر بالطريقة ذاتها التي خسر بها الهلال أمام التعاون..!!
مدرب الهلال الجديد المؤقت البرازيلي شاموسكا لا يملك عصا سحرية من أجل انتشال الهلال من وضعه الفني الحالي؛ فهو جاء في وقت صعب جدًّا، وضيق للغاية، ولن تكون مهمته سهلة كما يتصور البعض أو يتخيلون.
فالمسؤولية تقع كاملة على لاعبي الهلال، ويجب عليهم أن يقفوا مع أنفسهم وقفة مصارحة ومكاشفه؛ فهناك الكثير من المباريات الحاسمة خاضها الهلال في المواسم الأخيرة، وخسرها الفريق بسبب سوء مستوياتهم كلاعبين.. فكما هو معروف في عالم كرة القدم، إن مدرب الفريق لا يشكل نسبة كبيرة من نجاح الفريق؛ فاللاعبون هم من بيدهم كل شيء، وهم القادرون على إنجاح أو إفشال أي مدرب.
لاعبو الهلال يجب أن يعرفوا ويدركوا جيدًا أن جماهيرهم تستحق منهم الكثير من التضحية، وعليهم أن يقاتلوا بكل قوة من أجل إسعادهم فيما تبقى لهم من مباريات في هذا الموسم الذي يعيش أيامه الأخيرة.
والجماهير الهلالية يجب عليها أن تؤجل أي عتب لديها إلى ما بعد نهاية الموسم الحالي، وعليها أن تستمر في دعم فريقها بكل قوة؛ فالمدرج الهلالي متى ما كان حاضرًا فإن تأثيره قوي وفعال جدًّا.