عاش الهلال هذا الموسم مرحلتين متناقضتين من النادر أن يمر بهما فريق بمثل قامة الهلال الذي تعودنا من القائمين عليه الحرص الكامل على كل ما يخص كيانه وديمومة إنجازاته، تعودنا أيضًا أن الهلال يأتي أولاًً مهما كانت الظروف المحيطة بالفريق ومعالجة الإخفاقات بشكل فعال وسريع، في بداية هذا الموسم كانت الأمور تسير كما يجب وكما يحب عشاق الهلال ولن أبالغ لو قلت إن أكثر النقاد والمتابعين من المحبين والكارهين اتفقوا على أن هلال هذا الموسم فريق مختلف بكل المقاييس ويعد فريق الأحلام لما يقدمه من مستويات راقية وأداء جذاب (باختصار) إبداع في كل شيء، تحول الحال وانقلب الوضع رأسًا على عقب! تحول ذلك الفريق الممتع والمبدع إلى فريق بائس يفوز بشق الأنفس إن لم تغدر به دقائق الوقت الضائع! ومن خلال البداية إلى ما قبل النهاية يمكن أن نوجز بشكل (عملي) معنى البناء والهدم ومعنى الصعود والهبوط لهذا الهلال الذي قدر له أن يكون تحت رحمة أناس أخذوه لحمًا ورموه عظمًا بعد أن تحولوا لمعاول (هدم) نحروا الهلال بدم بارد وما زالوا بانتظار أن يلفظ نفسه الأخير، الشاهد في الموضوع أن الفريق كان مؤهلاًً لاكتساح كل شيء من خلال مدرب يعرف ما يريد ولاعبين نجوم يتمناهم أي فريق ومنظومة عمل تحسب لكل خطوة ألف حساب وباحترافية عالية، حالياً الهلال يعيش النقيض تماماً!! رئيس لا يعرف ما يريد ولا في أي اتجاه يسير أضاع كل شيء في لمحة (تهور) بدأت بتغيير المدرب ولن تنتهي إلا بخسارة كل شيء دون اهتمام وكأنه يقول أنا ومن بعدي الهلال، على أي حال ما زال الهلال يعيش بين الصالح والطالح إلا أن يأتي الفرج من عند رب العالمين لفك أسر الهلال والأمل معقود على أعضاء الشرف بعد الله في تجاوز هذا الكابوس المزعج خاصة أن الجماهير تتوقع منهم الكثير، عموماً هي نقاط تفصل الهلال عن بطولة الدوري الذي أصبح عملياًً في يد لاعبي الهلال وجماهيره وأن تحقق ذلك الحلم سيذكر التاريخ أن الهلال فاز رغم أنف اللجان والجدولة وتهور الرئيس!
نقاط متفرقة
- وصل التعاون والاتحاد لكأس الملك بكل جدارة واستحقاق، فالتعاون فاز على الهلال بخماسية والاتحاد فاز على النصر برباعية وهذا يعكس قوة الفريقين وجدارتهما بالوصول، طبعاً بعيداً عن العواطف أتوقع أن يكون النهائي ساخنًا يليق بهذا النهائي الفخم بحضور سيدي خادم الحرمين الشريفين وإن كانت التوقعات تذهب بانحياز فني لصالح التعاون الذي قد يفعلها لأول مرة في تاريخه، بالتوفيق للفريقين ومبروك لنا جميعًا هذا الشرف، فحضور ملكنا الغالي تتويج لجميع الرياضيين في المملكة.
- من الغباء أن يعتقد اللاعب أنه أذكى من الجمهور أو أنه يفهم لغة المدرجات، وهذا ما يحاول حمد الله عمله من خلال الكثير من المواقف السلبية مستنداً على الدعم الجماهيري والإعلامي النصراوي وعمش لجنة الانضباط، حمد الله لاعب كبير يعيبه التمثيل داخل الملعب وأشياء أخرى جعلت منه هداف الموسم، ولو كان هناك قليل من الإنصاف التحكيمي لقضى أكثر الموسم موقوفًا لكثر الإنذارات، عموماً النجوم نجوم في كل شيء داخل وخارج الملعب دون تمثيل أو تصنع المثالية. المحزن أن الإعلام النصراوي يدافع عن كل شيء ويبرر أي شيء لمجرد ان الموضوع يتعلق بحمد الله ويناقض نفسه في قضايا أخرى لا تخص النصر! مضحكين بعض الإعلاميين المحسوبين على النصر من أصحاب الذاكرة المخرومة.
- قدرنا أن نعيش مع التجاوزات الإعلامية ونتعايش مع بعض العاهات الإعلامية تحت بند حرية الرأي أو المصطلح الممسوخ المسمى الإثارة، السؤال: متى ينتهي هذا الكابوس ومتى نجد على منصات الإعلام الرياضي من يفيد ويضيف لرياضتنا بعد أن اختطفتها (التسلية والتسويق)، المال رغم أهميته في المجال الرياضي إلا أنه أسهم بشكل كبير في تصدر المتردية والنطيحة الصفوف الأمامية رغم عنا لتصبح رياضتنا بالنسبة للمعنيين في هذا المجال عرضًا وطلبًا واللي تكسب به ألعب به أيها المستثمر.
** **
- فهد المطيويع