شهر رمضان هو الشهر الذي فرض الله صيامه على عباده المسلمين، وهو منّة امتن الله بها على عباده، حيث جعل لصيامه وقيامه فضل كبير لا يعلمه إلا هو سبحانه، ومن فضله أنَّ الله يضاعف للمسلمين فيه الحسنات، ويفتح لهم أبواب الجنة، ويغلق أبواب النار، ويصفّد الشياطين، وتصفيد الشياطين في هذا المقام تعني عدم قدرتهم على إضلال الناس بالقدر الذي كانوا يضلونهم به.
وهو الشهر التاسع من الأشهر العربية التي تُعرف بالقمرية أو الهلالية، وهو شهر الله وشهر الصيام وهو سيد الشهور وأفضلها، وهو شهر الصبر وشهر المواساة، وهو شهر نزول القرآن وربيعه، وهو أيضاً شهر نزول سائر الكتب السماوية.
اعتدنا على استقبال شهر رمضان بالأغاني التي تبعث في قلوبنا البهجة.. ومن أشهر الأغاني هي أغنية، وحوي ياوحوي اياحه، ولهذه الأغنية أصل في العصر الفرعوني، كانت الملكة الفرعونية «إياح حتب»، التي كانوا ينادونها بـ(إياحة)، كاسم شهرة لها من قبيل التدليل، وهي زوجة أمير طيبة، الذي تدهورت في عهده الدولة الفرعونية وطمع فيها الهكسوس أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد.
وقد حرضت زوجها على رفع راية العصيان في وجه الغزاة ولكنه مات، ثم انطلقت بعده لابنها الأكبر ليستكمل مشوار أبيه ولكنه مات أيضا، ولم تهدأ عزيمة إياح حتب فدفعت بابنها الثاني (أحمس) الذي نجح فيما فشل فيه أبوه وأخوه وانتصر وطرد الهكسوس وحقق الاستقلال.
إن إياح معناها (قمر).. وحتب معناها، (الزمان)، وبالتالي فالسيدة اسمها (قمر الزمان).
وأثناء عودة (أحمس) ووالدته (إياح حتب) بعد الانتصار في المعركة استقبلهم المصريون، حاملين المشاعل والمصابيح وهم يهتفون لها (وحوى ياوحوى إياحة)، وتعني كلمة وحوي الفرعونية (مرحباً أو أهلاً) أي (أهلا ومرحبًا بالقمر)، تقديراً للدور البطولي والتضحيات التي قدمتها. ومن هنا بدأ استقبال المصريين لهلال شهر رمضان بـ(وحوى ياوحوى إياحة)، للترحيب به معبرين عن سعادتهم وفرحتهم بقدومه.