الحمد لله وبعد:
فيقول الله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
وقد جاء في الصحيحين أن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- قال: (سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموه فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة) وفي رواية أخرى:( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود).
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: (ومن لم يندفع فساده في الأرض إلا بالقتل قُتل مثل المفرق لجماعة المسلمين).
قال ابن عمر رضي الله عنهما عن الخوارج: (إنهم أخذوا آيات نزلت في الكفار، فجعلوها في المسلمين).
هؤلاء هم الخوارج في كل زمان ومكان عداؤهم وقتالهم لإخوانهم وحكامهم المسلمين، يستحلون الدم عن هوىً وجهل، ويشيعون الفساد في الأرض ويقتلون الأبرياء اعتقاداً منهم أنهم ينصرون دين الله وكذبوا والله!!
يزخرفون بياناتهم وكلماتهم بزخرف القول ويحشونه من كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكما قال ابن عمر في الأثر السابق أنهم أنزلوا آيات نزلت في الكفار فجعلوها على إخوانهم وحكامهم، فيفتتن بهم الجاهل ويعتقد أنهم على حق وهم والله إلى الضلال أقرب نسأل الله العافية.
وأكبر مشكلة تواجه هؤلاء الخوارج المتحمسين هو الجهل، وبعدهم عن مجالس العلماء الربانيين، والتفافهم بالجماعات المبتدعة كجماعة التبليغ التي هي المُفرخ الأول لهذه الأفكار والتاريخ شاهد على هذا، وانشغالهم بالذين يُسَمون أنفسهم «دُعاة الشباب» الحماسيين الذين يجتمعون في الاستراحات والملتقيات «الدعوية» وبكل أسف لا يزال نشاط هذه الملتقيات جاريًا إلى يومنا هذا! مع ما نراه ولله الحمد من توجّه صحيح لدولتنا كما كانت سابقاً بحمد الله لقمع الإرهاب والمتشددين الجهلة، فيجب أخذهم بعين الاعتبار وإغلاق ملتقياتهم التي يجمعون فيها صغار السن بداعي «دوري كرة القدم» ثم يتبعونها بمجالس «ظاهرها الوعظ» وهم جهلة فكيف سينفعون ويفيدون! وأيضاً إحضار هؤلاء الحماسيين في المدارس بقصد النصح وبالتحديد المدارس الأهلية «فيجب الانتباه لهم» وأخذ عين الاعتبار بوجودهم.
وقدّ سرّنا وأفرحنا ولله الحمد وأفرح كل مسلم، البيان الصادر يوم الثلاثاء: 18 / 8 / 1440هـ الذي جاء فيه بإقامة الحد على 37 إرهابياً ممن ينتمون للفكر الإرهابي الضال، فكيف لا يفرح المسلم ونبينا -صلى الله عليه وسلم- يقول: «حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِي الْأَرْضِ خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا»، ومن أهم فوائده: نزع شوكة الفساد في الأرض بقتل هؤلاء المجرمين وتنبيه لكل من سيحذو منهجهم الضال المنحرف بأن هذا جزاءهم حتى يتنبه الغافل ويحذر المتهاون، والتمسك بالشريعة وإقامة الحدود التي ذكرها الله في كتابه وثبت عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- يحقق العدل ويرفع الظلم وينشر الأمن والرخاء والاستقرار وتقوم مصالح العباد في دينهم ودنياهم.
فاهنأوا بعيشكم أهل المملكة العربية السعودية فأنتم شعب عظيم يحكمكم قادةٌ عظماء متمسكين بدين الإسلام ويطبقون شرع الله على الجميع سواسية دون تفرقة ويسعون لرفع الظلم وتحقيق العدل.