خالد بن حمد المالك
جهاز أمن الدولة بمعناه، وممارساته، والقوة الضاربة من الشجاعة التي يتمتع بها رجاله، هو جهاز يصح أن يُطلق عليه «اسم على مسمى». والأرقام والتواريخ والإنجازات هي الحكم بيننا وبين مَن له رأي آخر؛ إذ إن العمليات الاستباقية، أو تلك التي لا تكون كذلك، كلتاهما كان فيها رجل الأمن صاحب اليد الطولى في إنزال الهزيمة بكل مَن أراد أن يمس البلاد والناس بسوء.
* *
وبفتح الصفحات عن شهر واحد فقط من المواجهات بين هؤلاء الأبطال وتلك العناصر الخارجة على القانون والأخلاق والإنسانية، سنجد أنها تفيض بكل ما يستحق أن يُقال عن رجل أمن الدولة من كلام جميل؛ فقد استشعر المسؤولية، وتحمَّل بشجاعة ما هو مطلوب منه، ودافع عن الوطن والمواطنين دفاع الأبطال، وتوج كل منازلة مع هؤلاء الأعداء بانتصارات مبهرة، سوف يخلدها التاريخ.
* *
وعندما نثمِّن عاليًا هذا الدور البطولي لرجالات أمننا، ولأمن الدولة تحديدًا، فلأن هذه المؤسسة العملاقة مزهوة؛ لأنها تضم أفضل العناصر القتالية إحقاقًا للحق، وتصديًا للباطل، بما لا مساومة معه، أو تفريط، مهما كانت التضحيات؛ وهو ما زرع الخوف والرعب في قلوب مَن كانوا يُخفون شرَّهم، ويتوارون عن الأنظار لتجنب قتلهم أو إلقاء القبض عليهم، ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تتم لرصد تحركاتهم، ونواياهم.
* *
في شهر واحد فقط تم قتل أربعة دواعش، جاؤوا محمَّلين بكل أنواع الأسلحة في محاولة يائسة لاقتحام مركز مباحث محافظة الزلفي، غير أن عناصر أمن الدولة تمكنت من القضاء عليهم وفق ما اقتضاه الموقف، مع حدوث إصابات خفيفة لثلاثة من رجال الأمن. وفي هذا الشهر أيضًا، وفي عملية استباقية، ومن خلال المتابعة لأنشطة العناصر الإرهابية، تم رصد مؤشرات قادت رئاسة أمن الدولة إلى التعرُّف على ثلاثة عشر إرهابيًّا، يرتبون لتنفيذ أعمال إجرامية؛ فتم القبض عليهم جميعًا، وهم الآن رهن التحقيق.
* *
وفي شهرنا هذا، تم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا وإقامة حد الحرابة في عدد من الجناة؛ وذلك لتبنيهم الفكر الإرهابي المتطرف، وتشكيل خلايا إرهابية للإفساد والإخلال بالأمن، وإشاعة الفوضى، وإثارة الفتنة الطائفية، والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي، ومهاجمة المقار الأمنية باستخدام القنابل المتفجرة، وقتل عدد من رجال الأمن غيلة، وخيانة الأمانة بالتعاون مع جهات معادية، بما يضر بالمصالح العليا بالبلاد.. والكشف عن هؤلاء، وإلقاء القبض عليهم، كان وراءه رئاسة أمن الدولة بقيادتها ومنسوبيها. وقد صدرت بحقهم صكوك شرعية، تقضي بثبوت ما نُسب إليهم أعلاه، وتنفيذ حُكم القتل بحقهم جميعًا.
* *
ولأن رئاسة أمن الدولة برجالها لا يغمض لهم عين، ولا يهنأ لهم بال، طالما أن هناك مَن يضمر الشر والعدوان والإرهاب والإخلال بأمن البلاد، فقد أعلنت رئاسة أمن الدولة هذا الشهر مقتل اثنَيْن من المطلوبين أمنيًّا، والقبض على اثنَيْن آخرَيْن في عملية استباقية بمحافظة القطيف، بعد أن تم رصد الإرهابيين الأربعة وهم باتجاه طريق (أبو حدرية) لتنفيذ عمل إرهابي، كانوا قد أتموا التخطيط له.
* *
هذه بعض الإنجازات الكبيرة لرئاسة أمن الدولة في شهر واحد، وما لم يُعلَن لدواعٍ أمنية ربما كان أكثر من ذلك بكثير؛ لهذا فإن أي محاولة إرهابية مستقبلية من العناصر الإرهابية لن تجد غير هذا التعامل القوي والرادع في ظل وجود قواتنا الأمنية في جهاز رئاسة أمن الدولة القوي، ولا نقول إلا بقوله تعالى: {لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.