أ.د.عثمان بن صالح العامر
- ننقم عليكم أيها الإرهابيون خروجكم عن منهج السلف الصالح واتخاذكم منهج الخوارج لكم مطية وسبيلاً، وهو ما حذر منه قبل وجوده نبي الرحمة المهداة محمد عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.
- ننقم عليكم التكفير المطلق والمعين لحكامنا المبايعين، وعلمائنا الربانيين، وجنودنا: المرابطين على الثغور، الساهرين في الدور من أجل أمننا وسلامتنا وحماية أرضنا ومقدراتنا، وحراسة مقدسات المسلمين ومجامعهم، بل وصل التكفير إلى عامتنا ومن هم في حمانا وبيننا وبينهم عهد وميثاق، والقتل والتفجير باسم الإسلام والعياذ بالله هو وسيلتكم في التعامل مع من خالف منهجكم، حتى صرتم سبباً لنعت هذا الدين العظيم بما ليس فيه من تطرف وغلو وإرهاب.
- ننقم منكم الخروج على ولي الأمر، وشق الصف، والنزوع نحو الفرقة، وغرس جذور الفتنة، وكل هذا يتنافى مع أبسط قواعد الدين.
- نعيب عليكم إقفالكم منافذ المعرفة، وتصفيد عقولكم عن سماع الحق الذي لا مرية فيه ولا جدال، وعدم سؤالكم أهل الذكر، علماء الأمة الربانيين، استجابة لأمر الله عز وجل القائل في محكم التنزيل: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، والذي تولد معه جهلكم المركب، فصرتم تتعالمون وتظنون أنكم دون غيركم من يرى النور وأنتم تعيشون في دياجير الظلام، وتفسرون آيات الأحكام حسب ما تهون وتمليه عليه عقولكم القاصرة.
- نعيب عليكم اتباعكم رايات مجهولة، وإعطائكم البيعة الشرعية التي هي حق لولي أمر المسلمين لأناس غلاة إرهابيين متطرفين غاية مناهم قتل المسلمين، وهدم أركان هذا الدين.
- ننقم عليكم أن شوهتم صورة الإسلام الوسطي الصحيح، الذي جاء دالاً على الخير، مرشداً للحق الذي تبحث عنه الإنسانية جمعاء، حتى صار بعض ساسة العالم وعامته - على حد سواء - يخافون القرب من أتباع هذا الدين، ويتوجسون من دعاته الريبة والوجل للأسف الشديد.
- ننقم عليكم التمادي في إنكار الفضل لأهل الفضل، حتى بلغ بكم الجحود التنكر للوالدين اللذين جعل الله الإحسان إليهما قضاءً واجب النفاذ بعد عبادته عز وجل {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
- ننقم عليكم أنكم سعيتم بكل ما تستطيعون تحت رايات عمياء على: إفساد أمننا، وتمزيق وحدتنا، وشق صفنا، وضرب التفافنا حول ولاة أمرنا، وزعزعة ثقتنا بعلمائنا، مع بذل الجهد في تضليل صغارنا، وزرع الربية والشك في منهجنا وسلامة عقيدتنا.
ولذلك كله ولغيره كثير فنحن كنّا ولا نزال وسنظل لكم بالمرصاد حتى نجتثكم من جذوركم، طاعة لله أولاً، ثم امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام، كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
يقودنا في حربنا هذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أثر عنه قوله: «... إن المملكة العربية السعودية التي تضم في جنباتها قبلة المسلمين، ومسجد نبيه محمد، وانطلاقا من مكانتها الإسلامية، ودورها الإقليمي والدولي، تؤكد موقفها الثابت في محاربة الإرهاب والتطرف، واجتثاثه بكافة أشكاله وصوره والتمسك برسالة الإسلام السمحة، والحرص على لم الشمل الإسلامي، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع). وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي قال: (... اليوم الإرهاب والتطرف ليس أكبر خطر حققه هو قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب المتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحاء ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم خصوصاً في الدول الإسلامية واليوم سوف نؤكد أننا سوف نكون نحن من يلحق وراءه حتى يختفي تماما من وجه الأرض)، فاللهم احفظ لنا قادتنا، وحقق آمالنا، وأدم مجدنا، وانصر جندنا، واحمِ مقدساتنا، وأرضنا، وشعبنا الوفي، وألف بين قلوبنا، وقنا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.