د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
خاض الخائضون والمتخصصون في مسألة التغير المناخي الذي يركز بدرجة أساسية على ارتفاع درجة الحرارة وما يترتب على ذلك من ذوبان الجليد في القطبين والجفاف في الصحاري المدارية. ظاهرة تسخين الأرض لها من يؤيدها ولها من يعارضها. ماك كبن في كتاب حديث له ينظر من خلال كتابه بنظارة سوداء ويذهب إلى أن ظاهرة التسخين تشكل خطرًا على الإنسانية، ويذكر أنه في بعض الأقاليم الجغرافية، خلال سنتين مضت، وصلت درجة الحرارة 129 درجة فهرنهايت، أو ما يعادل 54 درجة مئوية، وهذا يؤثر على العمل إذ تحت هذه الظروف تصل عدم المشاركة إلى 30 في المائة، ولَك أن تتصور تأثير ذلك على الإنتاجية الاقتصادية. وهذا الارتفاع في درجة الحرارة، أو التسخين الأرضي، له علاقة بالتصحر، ومن ثم انخفاض الإنتاجية الزراعية التي تنعكس بظلالها على شح الغذاء، وينعكس ذلك على تقلص الطاقة الاستيعابية للسكان في بعض الأقاليم الجغرافية. ويرى الكاتب أن الساسة الأمريكان يربطون بين التغير المناخي وما يتعلق بظاهرة «التساقط»، من أمطار وثلوج، فيرون أن مشكلة التساقط هي «المشكلة» وليست الحل، وهذا يتمثل في ردود أفعال لفكرة «التخضير» كعملية مفاوضة سياسية وليس حلا للمشكلة تحت المجهر. وخلال الثلاثين عامًا مضت، انحصر اهتمام الإنسان في ذاته ولكأنه الكائن الحي الوحيد على كوكب الأرض وغاب عن باله أن كائنات حية أخرى، من حيوان ونبات، تشارك الإنسان في فرص وموارد هذا الكوكب.
ثاني إكسيد الكربون يبث في الفضاء من قبل أكبر اقتصاد في العالم، الولايات المتحدة، وتأتي بعد ذلك الصين، ثم تليها الهند، إذ مع التطور الصناعي يزداد ويتضاعف نفث ثاني إكسيد الكربون في الفضاء. ويظن البعض أن الفحم يحل المشكلة، الذي يعتبر من الطاقة الرخيصة والمتجددة.
هنالك خطورة من استمرار التسخين الأرضي لكوكب الأرض، والمشكلة الاعتقاد الخاطئ بأن الكوكب لا يتغير، والمشكلة أن الإنسان لا يواكب التغير الذي يحصل في الكوكب، وهذا يشكل خطورة واضحة وتحد عظيم للإنسان. وهناك من يرى أن بث مادة السولفيت في الفضاء يساعد على تخفيف أثر أشعة الشمس «فوق البنفسجية»، والأفضل والأجدى من ذلك بناء أبراج المروحيات المنتجة للطاقة واستخدام الصفائح المولدة للطاقة من الشمس. وما يحدث من موجات حرارية وفيضانات وتصحر يدفع بالسكان للانتقال إلى المدن، ولَك أن تتصور ما يترتب على ذلك من مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية. وتذكر منظمة العمل الدولي أن طاقة العمل تتأثر بنسبة 10 في المائة مع ارتفاع درجة الحرارة وقد تصل إلى 30 في المائة. وقد ينتج عن المخاطر البيئية ترك المزارعين مزارعهم، ويترتب على ذلك اضطرابات سياسية واجتماعية. وتذكر بعض الدراسات أن «الفضاء السيكولوجي» الذي نعيش فيه في تقلص، أو بدأ فعلا في الحدوث، ومع تقلص ذلكم الفضاء تتقلص فرص العمل والموارد الاقتصادية، فلا بد من العمل على مراقبة التغيرات البيئية وعمل الخطط للحد من سلبياتها وتقصي أسبابها والعمل على معالجتها، وألا تأخذنا على حين غفلة فنصبح على ما لم نفعل نادمين.