أوضح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس آل مبارك أن تدشين مبادرة القيم والأخلاق هي بمثابة رعاية التوعية بالقيم والأخلاق. وقال: «روى الإمام مالك في موطئه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فهذا الحديث الشريف يلخص للناس حقيقة الإسلام، وهي تزكية النفوس وتطهيرها، لتكون هذه النفوس الزكية مصدراً للسلوك الحسن والأخلاق الكريمة، فهذه هي الشريعة المحمدية، كما قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا) وقد كانت حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجسيداً لهذه الشريعة السمحة، وهو ما نبهنا إليه الله تعالى في قوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وإنما كان بهذه الأخلاق لأنه كما قال المفسرون امتثل تأديب الله تعالى إياه بقوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) فهذه الآية أجمع آية لمكارم الأخلاق».
وأضاف: «قال سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه، فإن المرء يبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم، ويكون أقرب الناس من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلساً يوم القيامة، وأضاف: فأنعم وأكرم بكل مبادرة ترعَى التوعية بالقيم والأخلاق، التي هي سلوك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما أخبرتنا أمنا عائشة -رضي الله تعالى عنها- بقولها: (كان خلقهُ القرآنَ)، وشكراً لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على كريم رعايته ودعمه لهذه المبادرة المباركة».