«الجزيرة» - سامي اليوسف:
«الكبير لا يعود إلا من الباب الكبير»، وهكذا فعل الاتحاد، كبير جدة، فقد عاد من بوابة كبرى البطولات السعودية وأغلاها؛ كأس خادم الحرمين الشريفين، حضر باستقلاليته الزاهية وكرته الباهية، التي طالما أطربت مدرج كرة القدم السعودية على مختلف ميوله.
وعلى الرغم من الظلم التحكيمي الذي تعرض له «العميد» في مواجهة النصر، الذي حرمه من إنهاء المباراة في وقتها الأصلي بثلاثية مستحقة، تدخلت «انتقائية var» لتفرض على نجومه وجمهوره شوطين قلب فيهما مدربه سييرا النتيجة والتوقعات معاً ليفوز برباعية أعادت الأمور إلى نصابها، وخصمه إلى حجمه، وبرهنت على تفوق روح الاتحاد وانضباطية وأداء لاعبيه، وحصرت التفوق الكاسح في المواجهات المفصلية بين الأصفرين، وتركت لمدرج خصمه الانغماس في موجة البكائيات والحسرة.
«النمور» بقيادة فواز القرني والمولد والشاب سعود عبدالحميد، «طالب المرحلة الثانوية»، نثروا الإبداع في «الجوهرة»، في طريقهم الجاد نحو تصحيح أوضاع فريقهم، وطرد شبح الهبوط.
كما أن نجوم «العميد» بقيادة مدربهم سييرا قدموا درساً فنياً رفيع المستوى داخل الميدان، أمتعوا وأطربوا جماهيرهم والمتابعين، فإن رئيس الاتحاد لؤي هشام ناظر، قدم درساً في الأخلاق والاحترام والتعامل عندما طلب من المركز الإعلامي لناديه إلغاء إحدى التغريدات التي لا ترتقي لأخلاقيات نادي الاتحاد، على حد قوله، وكتب عبر حسابه الشخصي في «مدونة تويتر»: «صحيح أنه لم يقصد من محتواها الإساءة لنادي النصر الشقيق، ولكنها أيضاً لا تعبر عن أسلوب هذه الإدارة في العمل».
الفوز الاتحادي الكاسح بقدر ما يؤكد تفوق العمل الفني والإداري لمدرب ولاعبي وإدارة «العميد»، إلا أنه لا يلغي حجم التعب والدعم من قبل الإدارة النصراوية وقيمة عملها، والداعمين والمساندين لها، وهذا حال كرة القدم تتقلب فيها أحوال الفرق بين فوز وخسارة.