عمر إبراهيم الرشيد
رائع هو ذلك الشعور بأن مدننا بدأت في استعادة وجهها الإِنساني وحسها الجمالي، عندما تزين قلب العاصمة بتدشين قيصرية الكتاب لتكون ملاذاً وواحة لاستراحة الفكر والقلب لسكانها، من ازدحام حياتها وضغط مزاجها الحاد. أقول بدأت، أي أننا بدأنا للتو عبر برامج وخطوات التحول ورؤية 2030، لأن مدننا ومنها العاصمة بالطبع، لا تزال تئن تحت وطأة الخرسانة والأسفلت وبحاجة إلى سرعة استدراك الأمر، ومبادرة تشجير الرياض (الرياض الخضراء) أساس إعادة الوجه الإِنساني للرياض، ومثلها كافة مدننا وقرانا.
نعود إلى الكتاب والمكتبات، فهل أجمل من أن تعود المكتبات إلى السوق وفي وسط المدينة إلى سابق عهدها، بوجه حديث إنما بروح أصيلة ببنائها التراثي الأصيل وتجاورها في قيصرية مشكلة وجهة للترويح الثقافي بل السياحي، لزائري العاصمة من مواطنين وعرب وأجانب. وكم هو مبهج عدم إغفال المقاهي لما لها من أهمية لتكون جاذبة لهذه القيصرية من جهة، ولأن عشاق المعرفة والقراء سيلجؤون إليها للاستراحة وتقليب وقراءة ما اقتنوه من كتب، من جهة أخرى. ان هيئة تطوير مدينة الرياض بهذه الخطوة الحضارية قد أعادت الرياض إلى عهد جميل هي بأمس الحاجة إلى استعادته، ولأن المدن ليست مباني وجسوراً وشوارع فقط وإلا أصبحت مدناً بلا روح، والهيئة والحق يقال عملت وما زالت على إعطاء الرياض وجهها الإِنساني والجمالي والحضاري. ومع إعادة أحياء وإعمار حارات وسط الرياض مثل (دخنة) وما جاورها، وانتهاء مشروع النقل العام وقطار الرياض والتشجير كما قلت، كل هذا وغيره من المشاريع الحيوية ذات البعد الإِنساني والثقافي، سوف تسهم في تهدئة حياة السكان وتحسين صحتهم الاجتماعية والنفسية بإذن الله تعالى. والعقبى لباقي مدننا وبلدات هذا الوطن المعطاء بقيادته الحكيمة وشعبه الطيب، والله يرعاكم بعنايته.