رمضان جريدي العنزي
هو الظلام إذا احتضن الأشياء احتضن، وكذا الصمت إذا ما حل في الأمكنة حل، والشموع إذا ما أضاءت تذوب احتراماً لسيدها الإنسان، والهواء إذا هب بعثر الشعر وهز الجسد، والرماد يؤذي العين، ويكسب النفس العتام، والانعزال خلجات روح عنيدة، والحصاد سنابل قمح كثيفة، والسهوب الخضر تجلب للنفس السعادة، والمآسي شقاء، والصبر صلب كجسر من حديد، والظل راحة للجسد إذا ما حل فيه التعب، والابتسامة مهارة، والأدمع مرارة، والماء حياة إذا ما حل في أرض الجفاف، والأيام ثقيلة إذا ما مورست بلا هدف، كأنها الشظايا، والولادة حياة جديدة، والعين إذا ما غفت بحضرة الحسن جاءها الوسن، والظنون مراودة للسؤال الذي لم يقل، والمفردات البهية تحيل الخراب جمال، والحلم صوامع من نشيد، وجذوع النخل المنقعر كأنها دموع نازفة، والسندباد كذبة واهنة، وكذا الخرافة، والنص المؤول، واللحظة العابرة التي لم تستغل تشبه انكسار القمر، أو مثل قبرة حائرة، والمسير بلا ضوء ولا دليل في بيداء قاحلة، يعني الموت البطيء المؤجل، ولمع السيوف، بأيدي راجفة، وقلوب واجفة، تعني معركة خاسرة، والظلام وصوت الريح والخفاش والحطام أشياء باهتة، والصور التائهة في الذاكرة مثل عشبة أضناها الظمأ، أو كراحلة أهلكها التعب، والقلق مثل تقلب الطقس، والمواجع وسواس، والدموع ملح شفيف، والمواسم عطاء، والصباح إشراقة هناء، والمساء بوح عجيب، والفتن براكين من عذاب، ونبوءات من دماء، والغسق لوحة فاتنة حين يداعب الحمرة الداكنة، والحلم نزف لتمني، والوفاء عمل مغاير، والنرجس كل العطور تغار من سحره، والعشق قلق يسري في الشرايين والأوردة، والأم عنوان الحياة، والأب ربانها، والنية الصادقة مثل فضاء من بياض، أو حديقة يانعة، والحب مثل ماسة وبلورة وكريستيال، والطبيعة أهداب عين ساحرة، والرقي أناقة، والهدوء قصيدة فاخرة، والأرض حبلى بأنفاس العطاء، وأهداب السنابل، والوشوشات كلام مريب، والسراج يذيب العتمة، ليصبح الليل نهار جديد، والخجل كتائب من تقهقر، والحمام حين يحط أو يطير لوحة من فرح وعافية، والعصفور حين يحط على النافذة تعباً، كأنه مقاتل خرج من المعركة تواً، يفتح منقاره ويلهث، وصدره في ارتفاع وانخفاض، والشجرة شعر وظل وعطاء، ولا يجوز أن نكسرها لنجامل العبث، والقدح المكسور لا يحفظ القطر، والباب الواهن الهش لا يصد الريح العاتية، إذا ما جاءت مزمجرة عاتية، والجمال وصف من خيال، مثل وردة رقيقة، وقطرت من ندى، وعصفورة مغردة، والقصيدة الخصبة، بلور فاخر، وحبرها مغاير، تجيء من مخابئ القلب، وحجرات القلب الأربعة، والنجم والقمر والهمس الشفيف والكركرات اللذيذة بوح سعيد، وفراديس حديقة، والنص المؤثث بالمفردة يجيء فاخراً باهياً سامياً وثميناً، ومفرداته لابد أن تكون مغايرة، وفيها إبداع وتميز وبراعة شاملة.